بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٣١
أخر ساجدا حتى رجع إلى عشر صلوات، فرجعت إلى موسى وأخبرته، فقال: لا تطيق، فرجعت إلى ربي فوضع عني خمسا، فرجعت إلى موسى (عليه السلام) وأخبرته فقال: لا تطيق، فقلت:
قد استحييت من ربي، ولكن أصبر عليها، فناداني مناد كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين كل صلاة بعشير، ومن هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا، و إن لم يعمل كتبت له واحدة، ومن هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة، و إن لم يعملها لم أكتب عليه شيئا؟ فقال الصادق (عليه السلام): جزى الله موسى (عليه السلام) عن هذه الأمة خيرا.
فهذا تفسير قول الله: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1).
توضيح: قوله أتسمع يا محمد؟ الظاهر أنه بيان للصوت المذكور سابقا أنه (صلى الله عليه وآله) سمعه في الطريق، فكان الأظهر أن يكون هكذا: " قلت: ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل سمعت يا محمد؟ ويحتمل أن يكون هذا الصوت غير الصوت الأول فلم يبين حقيقة الأول في الخبر، وهو بعيد (2)، قوله: كلا إن كتاب الأبرار، لعل الاستشهاد بالآية مبني على أن المراد بكتاب الأبرار في الآية أرواحهم، لأنها محل العلوم والمعارف، و يحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة، أي كما أن أعمالهم تثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد إليها. وتصفح في الامر: نظر فيه، وقال الجوهري: كل شئ كثر حتى علا وغلب فقد طم يطم، يقال، فوق كل طامة طامة، ومنه سميت القيامة طامة انتهى.
والمشافر جمع المشفر بالكسر وهو شفة البعير، والرضخ: الدق والكسر. قوله (صلى الله عليه وآله): يورثن أموال أزواجهن، أي يزنين ويلحقن أولاد الزنا بالأزواج فيرثون من أزواجهن، ويحتمل على بعد أن يكون المراد به زوجة يكون لها ولد من زوج آخر تعطيه أموال الزوج الأخير، والفقرة الثانية مؤكدة ومؤيدة للمعنى الأول.
قوله: من أطباق أجسادهم، أي أعضائهم مجازا، أو أغشية أجسادهم من أجنحتهم

(1) تفسير القمي: 375 و 376.
(2) وربما يحمل على أن السائل في الجميع الخازن، ولا يخلو من بعد، والظاهر أن الخازن كان ص الملائكة، والماء والخمر واللبن من الجنة، أو من حيث شاء الله، لا من أشربة الدنيا.
منه قدس سره.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410