بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٩
كما قال الله تعالى: " قاب قوسين أو أدني " فناداني: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه (1).
فقلت أنا مجيبا عنى (2) وعن أمتي: والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، فقلت (3): سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فقال الله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فقلت: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، فقال الله: لا أؤاخذك، فقلت: ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، فقال الله: لا أحملك، فقلت: ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، فقال الله تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولأمتك.
فقال الصادق (عليه السلام): ما وفد إلى الله تعالى أحد أكرم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث سأل (4) لامته هذه الخصال (5).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوة إلا بالله (6)، ولا منجى منك إلا إليك، قال: وعلمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت وأمسيت: " اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك، وذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك، وذلي أصبح مستجيرا بعزتك، وفقري

(1) تفسير القمي: 368 - 375، في المصدر بعد ذلك: وقد كتبنا ذلك في سورة البقرة: وما ذكره هنا فأورده المصنف بعد ذلك.
(2) في المصدر: بعد ما ذكر الاسناد المتقدم، إن هذه الآية مشافهة الله لنبيه ليلة اسرى به إلى السماء، قال النبي صلى الله عليه وآله: انتهيت إلى محل سدرة المنتهى، وإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم فكنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عز وجل، فناداني ربى: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه، فقلت: أنا مجيبا عنى اه‍. أقول: قوله " فكنت من ربى " قد سمعت آنفا أنه ذكر في سورة الإسراء: " فكنت منها " أي سدرة المنتهى، فلعله التصحيف جاء من الرواة أو النساخ.
(3) في المصدر: وقالوا سمعنا (4) في نسخة: حين سأل و (5) تفسير القمي: 86.
(6) في نسخة: بالله العلي العظيم.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410