بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٥
قال: ثم صعدنا (1) إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟ فقال لي: ابنا الخالة يحيى وعيسى (عليهما السلام)، فسلمت عليهما وسلما علي واستغفرت لهما، واستغفرا لي، وقالا: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلا يسبح الله ويحمده (2) بأصوات مختلفة، ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟
فقال: هذا أخوك يوسف، فسلمت عليه وسلم علي، واستغفرت له، واستغفر لي، وقال:
مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية، وقال لهم جبرئيل في أمري ما قال (3) للآخرين، وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.
ثم صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال:
هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه، وسلم علي، واستغفرت له، واستغفر لي وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها، فبشروني بالخير لي ولامتي، ثم رأيت ملكا جالسا على سرير تحت يديه سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فوقع في نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه هو، فصاح به جبرئيل فقال: قم، فهو قائم إلى يوم القيامة، ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين، لم أر كهلا أعظم منه، حوله ثلة من (4) أمته فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران، فسلمت عليه، وسلم علي، واستغفرت له، واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات، ثم صعدنا إلى

(1) في المصدر: ثم صعد بي. وهو الموجود في نسخة أيضا.
(2) في نسخة: يسبح الله بحمده.
(3) في المصدر: مثل ما قال.
(4) في النسخة المخطوطة: حوله ثلاثة من أمته، وفى المصدر: حوله ثلاثة صفوف من أمته.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410