بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٢
آدما (1) جسيما فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو يعرض عليه ذريته، فيقول: روح طيب، وريح طيبة من جسد طيب، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) سورة المطففين (2) على رأس سبع عشر آية: " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون (3) " إلى آخرها، قال: فسلمت على أبي آدم، وسلم علي واستغفرت له، واستغفر لي، وقال: مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، ثم مررت بملك من الملائكة جالس (4) على مجلس، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه، وإذا بيده لوح من نور، سطر فيه مكتوب فيه كتاب ينظر فيه (5) لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك الموت، دائب (6) في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه، وقال له جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد، فرحب بي وحياني (7) بالسلام وقال: أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك، فقلت: الحمد لله المنان ذي النعم على عباده، ذلك من فضل ربي ورحمته علي، فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملا فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا يقبض روحه؟ فقال:
نعم، قلت: وتراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك (8)؟ فقال نعم فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني عليها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف

(1) الادم: الأسمر، والأسمر: من كان لونه بين السواد والبياض يقال له بالفارسية:
گندم گون.
(2) السورة: 83.
(3) الآيات: 17 - 21.
(4) في طبعة أمين الضرب والمصدر: جالسا على مجلس.
(5) الموجود في المصدر هكذا: وإذا بيده لوح من نور ينظر فيه، مكتوب فيه كتابا ينظر فيه. أقول: الظاهر أن " كتابا " مصحف " كتاب ".
(6) دأب في عمل: استمر عليه وجد.
(7) رجب به: قال له: مرحبا. حياه: قال له: حياك الله. سلم عليه.
(8) في المصدر: فقلت: ويراهم حيث كانوا ويشهدهم بنفسه؟
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410