بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢١
قالوا: فما ضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قبض.
قال: فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى السماء الدنيا وعليها ملك يقال له: إسماعيل وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل: " إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (1) " وتحته سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرئيل من هذا معك (2)؟ فقال: محمد (3)، قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب فسلمت عليه وسلم علي، واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، وتلقتني الملائكة حتى دخلت السماء الدنيا، فما لقيني ملك إلا ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه، كريه المنظر، ظاهر الغضب، فقال لي: مثل ما قالوا من الدعاء إلا أنه لم يضحك، ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فإني قد فزعت منه (4) فقال: يجوز أن تفزع منه، وكلنا نفزع منه، إن هذا مالك خازن النار، لم يضحك قط، ولم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا وغيظا على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم ولو ضحك إلى أحد (5) كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد السلام علي، وبشرني بالجنة، فقلت لجبرئيل: - وجبرئيل بالمكان الذي وصفه الله:
" مطاع - ثم أمين (6) " - ألا تأمرني أن يريني النار؟ فقال له جبرئيل: يا مالك أر محمدا النار، فكشف عنها غطاءها وفتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السماء، وفارت وارتفعت حتى ظننت لتتناولني مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل قل له: فليرد عليها غطاءها فأمرها، فقال لها: ارجعي، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه، ثم مضيت؟ فرأيت رجلا

(١) الصافات: ١٠.
(٢) في نسخة: من هذا الذي معك؟
(٣) في نسخة محمد رسول الله.
(٤) في نسخة: قد فرقت منه. أقول: أي فزعت منه:
(٥) في المصدر: ولو ضحك لاحد.
(٦) التكوير: ٢١.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410