بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٦١
وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول.
وروي أنه كان إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل.
وروي أنه كان ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه لينفصد عرقا.
وروي أنه كان إذا نزل عليه (1) كرب لذلك ويربد وجهه، ونكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم منه، ومنه يقال: برحاء الوحي.
قال ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه القرآن تلقاه بلسانه وشفتيه، كان يعالج من ذلك شدة، فنزل: " لا تحرك به لسانك (2) " وكان إذا نزل عليه الوحي وجه منه ألما شديدا، ويتصدع رأسه، ويجد ثقلا، قوله: " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا (3) وسمعت أنه نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستين ألف مرة (4).
بيان: قال في النهاية: في صفة الوحي: كأنه صلصلة على صفوان، الصلصلة: صوت الحديد إذا حرك، وقال: فيفصم عني، أي يقلع، وأفصم المطر: إذا اقلع وانكشف، وقال: فيه: كان إذا نزل عليه الوحي تفصد عرقا، أي سال عرقه، تشبيها في كثرته بالفصاد و " عرقا " منصوب على التمييز، وقال: فيه: إذا أصابه الوحي كرب له أي أصابه الكرب واربد وجهه، أي تغير إلى الغبرة، وقال: البرح: الشدة، ومنه الحديث فأخذه البرحاء أي شدة الكرب من ثقل الوحي.
14 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا (5) مخففة قال: ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم على صورة الملائكة.

(١) في المصدر: نزل عليه الوحي.
(٢) القيامة: ١٦.
(٣) المزمل: ٥.
(٤) مناقب آل أبي طالب ١: ٤١ وفيه: وسمعت مذاكرة.
(٥) يوسف: ١٢٠.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410