بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤٥
تفسير: قال البيضاوي في قوله تعالى: " وما نتنزل إلا بأمر ربك ": حكاية قول جبرئيل (عليه السلام) حين استبطأه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح، ولم يدر ما يجيب، ورجا أن يوحى إليه فيه، فأبطأ عليه خمسة عشر يوما وقيل: أربعين يوما، حتى قال المشركون ودعه ربه وقلاه، ثم نزل ببيان ذلك، و التنزل: النزول على مهل، لأنه مطاوع نزل، وقد يطلق التنزل بمعنى النزول مطلقا، كما يطلق نزل بمعنى أنزل، والمعنى وما ننزل وقتا غب وقت إلا بأمر الله على ما تقتضيه حكمته، وقرئ " وما يتنزل " بالياء، والضمير للوحي " له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك " وهو ما نحن فيه من الأماكن أو الأحايين لا ننقل من مكان إلى مكان ولا ننزل في زمان دون زمان إلا بأمره ومشيته " وما كان ربك نسيا " تاركا لك، أي ما كان عدم النزول إلا لعدم الامر به ولم يكن ذلك عن ترك الله لك وتوديعه (1) إياك كما زعمت الكفرة، وإنما كان لحكمة، رآها فيه (2).
قوله تعالى: " ولا تعجل بالقرآن " قال الطبرسي: فيه وجوه:
أحدها أن معناه لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبرئيل من إبلاغه، فإنه (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ معه ويعجل بتلاوته مخافة نسيانه، أي تفهم ما يوحى إليك إلى أن يفرغ الملك من تلاوته، ولا تقرأ معه ثم اقرأ بعد فراغه منه.
وثانيها: أن معناه لا تقرئ به أصحابك ولا تمله (3) حتى يتبين لك معانيه.
وثالثها: أن معناه ولا تسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه، لأنه تعالى إنما ينزله بحسب المصلحة وقت الحاجة (4).
قوله تعالى: " كذلك لنثبت به فؤادك " قال البيضاوي: أي كذلك أنزلناه مفرقا لنقوي بتفريقه فؤادك على حفظه وفهمه، لان حاله يخالف حال موسى وعيسى وداود (عليهم السلام)

(1) التوديع: الهجران، (2) أنوار التنزيل: 25: 42.
(3) من أملى يملى إملاء، وفى المصدر: ولا تقرئه لأصحابك ولا تمله عليهم.
(4) مجمع البيان 7: 32.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410