بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٥
بيان: الساطع: المرتفع.
65 - نهج البلاغة: ثم إن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق حين دنا من الدنيا الانقطاع وأقبل من الآخرة الاطلاع، وأظلمت بهجتها بعد إشراق، وقامت بأهلها على ساق، وخشن منها مهاد، وأزف منها قياد (1)، في انقطاع من مدتها، واقتراب من أشراطها، وتصرم من أهلها، وانفصام من حلقتها، وانتشار من سببها، وعفاء من أعلامها، وتكشف من عوراتها، وقصر من طولها، جعله الله سبحانه بلاغا لرسالته، وكرامة لامته، وربيعا لأهل زمانه ورفعة لأعوانه، وشرفا لأنصاره (2).
بيان: على ساق، أي على شدة، والمهاد: الفراش، قوله (عليه السلام): وأزف منها قياد أي قرب منها انقياد للانقطاع والزوال، وأشراط الساعة: علاماتها، والتصرم: الانقضاء والانفصام، الانقطاع، وكنى بالحلقة عن نظامها واجتماع أهلها بالنواميس والشرائع والسبب: كل شئ يتوصل به إلى غيره، وانتشاره كناية عن فساد أسباب ذلك النظام والعفاء: الدروس والهلاك، ويمكن أن يكون المراد بالأعلام العلماء والصلحاء (3) قوله من طولها، أي من امتدادها، وقرئ الطول بكسر الطاء وفتح الواو بمعنى الحبل.
66 - نهج البلاغة: أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، فرتق به المفاتق، وساور به المغالب وذلل به الصعوبة، وسهل به الحزونة، حتى سرح الضلال عن يمين وشمال (4).
بيان: قوله (عليه السلام): في الاصطفاء أي على غيره من الأنبياء والأوصياء، والمفاتق جمع مفتق، أي أصلح به المفاسد والأمور المنتشرة، والمساورة: المواثبة أي كسر به (صلى الله عليه وآله) سورة من أراد الطغيان، والحزن: المكان الغليظ الخشن، والحزونة: الخشونة، قوله (عليه السلام) حتى سرح الضلال، أي طرده وأسرع به ذهابا عن يمين وشمال، من قولهم: ناقة سرح ومنسرحة، أي سريعة.
67 - نهج البلاغة: فصدع بما امر به، وبلغ رسالة ربه، فلم الله به الصدع، ورتق به

(١) نفاد خ ل.
(٢) نهج البلاغة ١: ٤٣٧.
(٣) أو الخيرات والمحاسن، قبال العورات.
(٤) نهج البلاغة ١: ٤٥٥.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410