بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٧
بيان: قوله (عليه السلام): حتى بوأهم محلتهم، أي أسكنهم منزلتهم التي خلقوا لأجلها من الاسلام والايمان والعلم وسائر الكمالات بحسب استعداداتهم، والمنجاة: محل النجاة والقناة: الرمح واستقامتها كناية عن القوة والغلبة والدولة (1)، والصفاة: الحجر الأملس المنبسط، استعيرت لحالهم التي كانوا عليها من النهب والغارة والخوف والتزلزل، فكانوا كالواقف على حجر أملس متزلزل، فاطمأنت أحوالهم، وسكنوا في مواطنهم بسبب مقدمه (صلى الله عليه وآله).
70 - نهج البلاغة: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ابتعثه والناس يضربون في غمرة، و يموجون في حيرة، قد قادتهم أزمة الحين، واستغلقت على أفئدتهم أقفال الرين (2).
بيان: الضرب: السير السريع، والضارب: السابح، والغمرة: الماء الكثير (3)، والحين: الهلاك، واستغلقت، أي تعسر فتحها، والرين: الطبع والتغطية (4).
71 - أقول: قال الكازروني في المنتقى فيما رواه بإسناده (5): أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت به مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتعبد فيه (6)، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك وساق الحديث إلى أن قال:

(١) أو عن استقامة أحوالهم.
(٢) نهج البلاغة ١: ٣٩١ و 392.
(3) والمراد شدة الفتن وبلاياها، أو شدة الجهل ورزاياه.
(4) أي غطاه الجهل وحجاب الضلال.
(5) والاسناد هكذا: حدثنا شيخنا تقى الدين أبو الثناء محمود بن علي بن مقبل الدقوقى، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج حدثنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن فرج الرصافي، حدثنا أمين الحضرة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد المشهور بابن المذهب، حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري اخبرني عروة عن عائشة أنها قالت: أول اه‍.
(6) في المصدر: فكان يأتي حراء فيتحنث فيه. وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410