بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٤
الله ما هذه الرنة؟ قال: ألا تعلم؟ هذه رنة الشيطان، علم أنه أسري بي الليلة إلى السماء فأيس من أن يعبد في هذه الأرض.
وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما يشابه هذا لما بايعه الأنصار السبعون ليلة العقبة، سمع من العقبة صوت عال في جوف الليل: يا أهل مكة هذا مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصار: ألا تسمعون ما يقول هذا أزب الكعبة يعني شيطانها - وقد روي أزيب العقبة - ثم التفت إليه فقال: أتسمع يا عدو الله؟ أما والله لأفرغن لك انتهي (1).
أقول: وهاتان الرنتان غير ما ورد في الخبر، وهي إحدى الرنتين اللتين مضتا في الخبرين.
62 - نهج البلاغة: ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاض إلى رضوان الله كل غمرة، و تجرع فيه كل غصة، وقد تلون له الأدنون، وتألب عليه الاقصون، وخلعت إليه العرب أعنتها، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها، حتى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدار وأسحق المزار (2).
بيان: الغمرة: الزحمة من الماء والناس، والشدة، وخوضها: اقتحامها، قوله (عليه السلام) وقد تلون أي تغير أقاربه ألوانا (3) وتألب: أي تجمع عليه الأبعدون نسبا، قوله (عليه السلام) وخلعت هذا مثل سائر أي أوجفوا إليه مسرعين لمحاربته، لان الخيل إذا خلعت أعنتها كان أسرع لجريها، والسحق: البعد.
63 - نهج البلاغة: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله وأعلام الهدى دارسة، ومناهج الدين طامسة، فصدع بالحق ونصح للخلق، وهدى إلى الرشد، وأمر بالقصد (صلى الله عليه وآله) (4).
64 - نهج البلاغة: بعثه حين لا علم قائم، ولا منار ساطع، ولا منهج واضح (5).

(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٣: ٢٥٤.
(٢) نهج البلاغة ١: ٤٢٥.
(٣) فلم يثبتوا معه: ولم يوفوا بعهدهم له.
(٤) نهج البلاغة ١: ٤٢٨.
(٥) نهج البلاغة ١: ٤٣٠.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410