بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢١٦
ووزيرا ووصيا ووارثا من أهله، وقد جعل لي وزيرا كما جعل للأنبياء قبلي، وإن الله قد أرسلني إلى الناس كافة، وأنزل علي " وأنذر عشيرتك الأقربين " ورهطك المخلصين، وقد والله أنبأني به وسماه لي، ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم، وأعرض عليكم لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي، فأيكم يسبق إليها، على أن يؤاخيني في الله ويوازرني في الله جل وعز، ومع ذلك يكون لي يدا على جميع من خالفني فأتخذه وصيا ووليا ووزيرا، يؤدي عني، ويبلغ رسالتي، ويقضي ديني من بعدي وعداتي، مع أشياء اشترطها، فسكتوا فأعادها ثلاث مرات كلها ليسكتون (1) ويثب فيها علي، فلما سمعها أبو لهب، قال: تبا لك يا محمد ولما جئتنا به، ألهذا دعوتنا؟ وهم أن يقوم موليا، فقال: أما والله لتقومن أو يكون في غيركم، وقال: يحرصهم لئلا يكون لاحد منهم فيما بعد حجة، قال: فوثب علي (عليه السلام) فقال: يا رسول الله أنالها، فقال رسول الله: يا أبا الحسن أنت لها، قضي القضاء، وجف القلم (2)، يا علي اصطفاك الله بأولها وجعلك ولي آخرها (3).
بيان: قوله: تمسكنا لعل المعنى أمسكنا عن الكلام متكلفين، قوله: مدفقة، أي ممتلئة ينصب الطعام من أطرافها.
48 - نهج البلاغة: إلى أن بعث الله سبحانه محمدا (4) لانجاز عدته، وتمام نبوته، مأخوذا على النبيين ميثاقه، مشهورة سماته (5)، كريما ميلاده، وأهل الأرض يومئذ ملل متفرقة وأهواء منتشرة، وطرائق (6) متشتتة، بين مشبه لله بخلقه، أو ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة، ثم اختار سبحانه لمحمد

(١) في المصدر: يسكتون.
(٢) قال الجزري في النهاية: جفت الأقلام وطويت الصحف: يريد ما كتب في اللوح المحفوظ من المقادير والكائنات، والفراغ منها، تمثيلا بفراغ الكاتب من كتابته ويبس قلمه.
(٣) سعد السعود: ١٠٦.
(4) في المصدر: محمدا رسول الله.
(5) أي علاماته، في كتب الأنبياء السابقين الذين بشروا الخلائق بنبوته وإنقاذهم من المهالك (6) في المصدر: طوائف، وفى طبعة: طرائق.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410