بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٧
ومعه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له: حسان، وبعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، و أنشد في ذلك رجل من بنى طيئ:
تبارك سائق البقرات إني * رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك * فإنا قد أمرنا بالجهاد وقوله لكنانة زوج صفية والربيع: أين آنيتكما التي كنتما تعيرانها أهل مكة؟
قالا: هزمنا فلم تزل تضعنا أرض وتقلنا أرض أخرى وأنفقناها، فقال لهما: إنكما إن كتمتما شيئا فاطلعت عليه استحللت دماءكما وذراريكما؟ قالا: نعم، فدعا رجلا من الأنصار وقال: اذهب إلى قراح (1) كذا وكذا ثم ائت النخيل فانظر نخلة عن يمينك وعن يسارك، وانظر نخلة مرفوعة فأتني بما فيها، فانطلق فجاء بالآنية والأموال، فضرب عنقهما.
وقال الجارود بن عمرو العبدي وسلمة بن عباد الأزدي: إن كنت نبينا فحدثنا عما جئنا نسألك عنه، فقال (صلى الله عليه وآله): أما أنت يا جارود فإنك جئت تسألني عن دماء الجاهلية، وعن حلف الاسلام، وعن المنيحة: قال: أصبت، فقال (صلى الله عليه وآله): فإن دماء الجاهلية موضوع: وحلفها لا يزيده الاسلام إلا شدة، ولا حلف في الاسلام، ومن أفضل الصدقة أن تمنح أخاك ظهر الدابة ولبن الشاة، وأما أنت يا سلمة بن عباد فجئت تسألني عن عبادة الأوثان، ويوم السباسب، وعقل الهجين، أما عبادة الأوثان فإن الله جل وعز يقول: " إنكم وما تعبدون من دون الله (2) " الآية، وأما يوم السباسب فقد أبدلك الله عز وجل ليلة القدر ويوم العيد لمحة تطلع الشمس لا شعاع لها، وأما عقل الهجين فإن أهل الاسلام تتكافأ دماؤهم، ويجير أقصاهم على أدناهم، وأكرمهم عند الله أتقاهم، قالا:
نشهد بالله أن ذلك كان في أنفسنا.

(١) القراح: الأرض لا ماء فيها ولا شجر.
(٢) الأنبياء: ٩٨.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410