بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٦
المواقيت للحج، ووضع عمرة، والمسلخ وبطن العقيق ميقاتا لأهل العراق ولاعراق يومئذ، والجحفة لأهل الشام وليس به من يحج يومئذ، ومن أصغى إلى ما نقل عنه علم أن الأولين والآخرين يعجزون عن أمثالها، وأن ذلك لا يتصور إلا أن يكون من الوحي والتنزيل.
وقوله (صلى الله عليه وآله) زويت (1) لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها، فصدق في خبره فقد ملكهم من أول المشرق إلى آخر المغرب من بحر الأندلس وبلاد البربر، ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما أخبر (صلى الله عليه وآله) سواء بسواء.
وقوله لعدي بن حاتم: لا يمنعك من هذا الدين الذي ترى من جهد أهله وضعف أصحابه، فلكأنهم بيضاء المدائن قد فتحت عليهم، وكأنهم بالظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي مكة بغير خفار (2)، ولا تخاف إلا الله؟ فأبصر عدي ذلك كله.
وقوله (صلى الله عليه وآله) لخالد بن الوليد وقد بعثه إلى أكيدر بن عبد الملك ملك كنده وكان نصرانيا ستجده يصيد البقر، فخرج حتى كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته، فباتت البقر تخد بقرونها باب القصر، فقالت: هل رأيت مثل ذلك قط؟ قال: لا والله، قالت فمن بترك (3) هذا؟ قال: لا أحد، فنزل وركب على فرسه

(1) أي جمعت.
(2) من خفره: أجاره وحماه وأمنه.
(3) هكذا في الكتاب ومصدره، واستظهر المصنف في الهامش أنه مصحف ببابك. أقول:
أورده المقريزي في الامتاع: 464 وابن هشام في السيرة 4: 181 وفيهما: من يترك هذه. ونص الحديث في الامتاع هكذا: ومعه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر، وقينته تغنيه وقد شرب، فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن، فأشرفت امرأته فرأت البقر فقالت: ما رأيت كالليلة في اللحم، هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا، قالت: من يترك هذا؟ قال: لا أحد: قال أكيدر:
والله ما رأيت جاءتنا ليلا بقر غير تلك الليلة، ولقد كنت اضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا أو أكثر، ثم أركب بالرجال وبالآلة، فنزل فأمر بفرسه فأسرج، وأمر بخيل فأسرجت، وركب معه نفر من أهل بيته، معه أخوه حسان ومملوكان له، فخرجوا من حصنهم بمطاردهم، وخيل خالد تنتظرهم، لا يصهل منها فرس ولا يتحرك، فساعة فصل أخذته الخيل، وقاتل حسان حتى قتل عند باب الحصن اه‍ ونحوه يوجد في السيرة.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410