بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٠
قتادة وجابر بن عبد الله في قوله: " وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله (1) " نزلت في النجاشي، لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فجمع الناس في البقيع، وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه، فقالت المنافقون في ذلك فجاءت الاخبار من كل جانب أنه مات في ذلك اليوم في تلك الساعة، وما علم هرقل بموته إلا من تجار رأوا من المدينة.
الكلبي في قوله: " فشدوا الوثاق (2) " نزلت في العباس لما أسر في يوم بدر، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): افد نفسك وابني أخيك - يعني عقيلا ونوفلا - وحليفك - يعني عتبة بن أبي جحدر - فإنك ذو مال، فقال: إن القوم استكرهوني ولا مال عندي، قال:
فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل حين خرجت، ولم يكن معكما أحد، وقلت:
إن أصبت في سفري فللفضل كذا، ولعبد الله كذا، ولقثم كذا، قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علم بهذا أحد غيرها، وإني لاعلم أنك لرسول الله، ففدى نفسه بمأة أوقية، وكل واحد بمأة أوقية، فنزل: " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى (3) " الآية، فكان العباس يقول: صدق الله وصدق رسوله، فإنه كان معي عشرون أوقية فأخذت فأعطاني الله مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب (4) بمال كثير، أدناهم يضرب بعشرين ألف درهم، وقال أبو جعفر (عليه السلام)، بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد إذ قال: قم يا فلان: قم يا فلان حتى أخرج خمسة نفر، فقال: أخرجوا من مسجدنا لا تصلون فيه وأنتم لا تزكون.
وحكمه: " لتدخلن المسجد الحرام (5) " وفيه حديث عمر، ومثل حكمه على اليهود إنهم لن يتمنوا الموت (6)، فعجزوا عنه وهم مكلفون مختارون، ويقرأ هذه الآية في

(١) آل عمران: ١٩٩.
(٢) محمد: ٤.
(٣) الأنفال: ٧٠.
(٤) أي يتجر بماله له.
(٥) الفتح: ٢٧.
(6) راجع سورة الجمعة آية: 7.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410