بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٦٠
إلي امتناعها مطلقا، وذهبت المشبهة (1) والكرامية (2) إلى جواز رؤيته تعالى في الجهة والمكان لكونه تعالى عندهم جسما، وذهبت الأشاعرة إلى جواز رؤيته تعالى منزها عن المقابلة والجهة والمكان.
قال الآبي في كتاب إكمال الاكمال ناقلا عن بعض علمائهم: إن رؤية الله تعالى جائزة في الدنيا عقلا، واختلف في وقوعها وفي أنه هل رآه النبي صلى الله عليه وآله ليلة الاسرى أم لا

(1) اعلم أن المشبهة صنفان: صنف شبهوا ذات الباري سبحانه بذات غيره وصف شبهوا صفاته بصفات غيره فمن الأول جماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه مثل مضر وكهمش و وأحمد الجهيمي وغيرهم من أهل السنة قالوا: معبودهم صورة ذات أعضاء وأبعاض اما روحانية أو جسمانية يجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقراء والتمكن وأجازوا على ربهم الملامسة و المصافحة وأن المخلصين من المسلمين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حد الاخلاص والاتحاد المحض وحكى عن داود الجواربي أنه قال: اعفوني عن الفرج واللحية و اسألوني عما وراء ذلك، قاله الشهرستاني. ونسب إلى الحنابلة أنهم مشاركون معهم في بعض التشبيهات.
أقول: ومنهم الكرامية والبيانية والمغيرية والمنصورية والخطابية والحلولية والاتحادية وغير ذلك، يطول ذكرهم وبيان معتقداتهم فمن شاء فليطلب من المعاجم.
ومن الصنف الثاني المعتزلة البصرية والكرامية الذين زعموا أن ارادته تعالى من جنس إرادتنا وغيرهما ممن يعتقدون بأن صفاته كصفاتنا زائدة على وجوده تعالى.
(2) أصحاب أبي عبد الله محمد بن الكرام المتوفى سنة 255 وله ولأصحابه مقالات زائفة خرافية في التشبيه قال الشهرستاني: وهم طوائف يبلغ عددهم إلى اثنى عشرة فرقة وأصولها ستة:
العابدية والتونية، والزرينية والإسحاقية، والواحدية، والهيصمية.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322