عمرو بن عبيد (1) فقال له: جعلت فداك قول الله عز وجل: (2) " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هو العقاب يا عمرو. إنه من زعم أن الله عز وجل قد زال من شئ إلي شئ فقد وصفه صفة مخلوق، إن الله عز وجل لا يستفزه شئ ولا يغيره. (3) 6 - التوحيد، معاني الأخبار: بهذا الاسناد عن البرقي، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " قال: إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياءا لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون، فجعل رضاهم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطا، وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والا دلاء عليه ولذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله عز وجل كما يصل إلى خلقه، ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال أيضا: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها، وقال أيضا: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال أيضا: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك، ولو كان يصل إلى المكون الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر
(٦٥)