بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٣
قوله عليه السلام: لكل شئ منها حافظ ورقيب الظرف خبر لقوله: حافظ ورقيب أو متعلق بكل منهما والمبتدأ محذوف أي هو لكل شئ منها حافظ ورقيب، والأول أظهر، فيكون إشارة إلى الملائكة الموكلين بالعرش والكرسي والسماوات والأرضين والبحار والجبال وسائر الخلق.
قوله: وكل شئ منها أي من السماوات والأرض وما بينهما محيط بشئ منها إحاطة علم وتدبير فيكون مؤكدا للسابق على أحد الوجهين، أو إحاطة جسمية والمحيط بكل من تلك المحيطات علما وقدرة وتدبيرا هو الله الواحد. والدخور: الصغار والذل.
قوله عليه السلام: ولا من عجز أي لم يكتف بخلق ما خلق لعجز ولا فتور، بل لعدم كون الحكمة في أزيد من ذلك، ثم أكد عليه السلام ذلك بقوله: علم ما خلق وخلق ما علم أي ما علم أن الصلاح في خلقه، ويقال: استخلصه لنفسه أي استخصه.
قوله: فتحمد بالتحميد يقال: هو يتحمد على أي يمتن أي أنعم علينا واستحق الحمد والثناء بأن رخص لنا في تحميده، أو بأن حمد نفسه ولم يكل حمده إلينا، وفي " في ": توحيد بالتوحيد، فالتوحيد يحتمل الوجهين أيضا، والتمجد: إظهار المجد و العظمة، والتمجيد يحتمل الوجهين أيضا. قوله: المبيد للأبد أي الملك المفني للدهر والزمان والزمانيات: والوارث للأمد أي الباقي بعد فناء الأمد أي الغاية والنهاية، أو امتداد الزمان.
قوله عليه السلام: وبعد صرف الأمور أي تغيرها وفنائها، وهذا ناظر إلى قوله:
لا يزال، كما أن ما قبله ناظر إلى قوله: لم يزل، وفي " في ": صروف الأمور.
أقول: رواه إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات بإسناده عن إبراهيم بن إسماعيل اليشكري - قال: وكان ثقة - أن عليا عليه السلام سئل عن صفة الرب سبحانه وتعالى فقال - وذكر نحو ما مر بأدنى تغيير إلى قوله -: كذلك الله الواحد الأحد الصمد، المبيد للأمد، والوارث للأبد، الذي لا يبيد ولا ينفد، فتعالى الله العلي الاعلى، عالم كل خفية وشاهد كل نجوى، لا كمشاهدة شئ من الأشياء، ملا السماوات العلى إلى الأرضين السفلى، وأحاط بجميع الأشياء علما، فعلا الذي دنا، ودنا الذي علا، له المثل الاعلى، والأسماء الحسنى تبارك وتعالى.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322