بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٠
فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن ولم يخل منها فيقال له: أين: لكنه سبحانه أحاط بها علمه، وأتقنها صنعه، وأحصاها حفظه، لم يعزب عنه خفيات غيوب الهواء، ولا غوامض مكنون ظلم الدجى، ولاما في السماوات العلى والأرضين السفلى، لكل شئ منها حافظ ورقيب، وكل شئ منها بشئ محيط، والمحيط بما أحاط منها الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم تغيره صروف الأزمان، ولم يتكأده صنع شئ كان، إنما قال لما شاء أن يكون: " كن " فكان، ابتدع ما خلق مثال سبق، ولا تعب ولا نصب، وكل صانع شئ فمن شئ صنع، والله لامن شئ صنع ما خلق، وكل عالم فمن بعد جهل تعلم، والله لم يجهل ولم يتعلم، أحاط بالأشياء علما قبل كونها فلم يزدد بكونها علما، علمه بها قبل أن يكونها كعلمه بعد تكوينها، لم يكونها لشدة سلطان ولا خوف من زوال ولا نقصان، ولا استعانة على ضد مساور (1) ولا ند مكاثر، (2) ولا شريك مكائد (3) لكن خلائق مربوبون وعباد داخرون فسبحان الذي لا يؤوده خلق ما ابتدأ، ولا تدبير ما برأ، ولا من عجز ولا من فترة بما خلق اكتفى، علم ما خلق، وخلق ما علم، لا بالتفكير ولا بعلم حادث أصاب ما خلق، (4) ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق، لكن قضاء مبرم، وعلم محكم، وأمر متقن، توحد بالربوبية، وخص نفسه بالوحدانية، واستخلص المجد والثناء فتحمد بالتحميد، (5) وتمجد بالتمجيد، وعلا عن اتخاذ الأبناء، و تطهر وتقدس عن ملامسة النساء، وعز وجل عن مجاورة الشركاء، فليس له فيما خلق ضد، ولا فيما ملك ند، ولم يشرك في ملكه أحد، الواحد الأحد، الصمد المبيد للأبد (6)

(1) ساوره: واثبه أو وثب عليه، والمساور: المواثب. وفى التوحيد المطبوع: ولا استعانة على ضد مشاور ولعله تصحيف المثاور أي المواثب. وفى الكافي ونسخة من الكتاب: ضد منا وأي ضد معاد، وفى المرآة: ضد مناف.
(2) أي يغالبه بالكثرة، أو من كائر الماء: أراد لنفسه منه كثيرا.
(3) أي يمكر به ويخدعه في أموره وصنعه، وفى الكافي: ولا شريك مكابر أي يعارضه بالكبر، أو يعانده في حقه.
(4) في الكافي: لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق.
(5) في الكافي: واستخلص المجد والثناء وتفرد بالتوحيد والمجد والثناء، وتوحد بالتحميد.
(6) في نسخة: المبدء للأبد.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322