بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٨
فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين (1).
تبيان قوله: فغضب لعل غضبه عليه السلام لان السائل سأل عن الصفات الجسمانية والسمات الامكانية، أو لأنه ظن أنه يمكن الوصول إلى كنه صفته.
وقوله: الصلاة منصوب بفعل مقدر أي احضروا الصلاة أو أقيموها. وجامعة منصوب على الحال من الصلاة، ويحتمل رفعهما بالابتدائية والخبرية. وغص المسجد بفتح الغين أي امتلأ. قوله عليه السلام: لا يفره أي لا يزيده في ماله، يقال: وفرت الشئ وفرا ووفر الشئ نفسه وفورا، يتعدى. قوله: ولا يكديه أي لا يفقره. قوله:
منتقص على صيغة المفعول أي منقوص، ويكون الانتقاص متعديا ولازما كالنقص، وقال الجزري: الملئ بالهمزة: الثقة الغني، والعائدة: المعروف.
قوله عليه السلام: عيالة الخلق أي كونهم عياله يعولهم ويرزقهم، ومن قولهم: عال الرجل عيالة أي كثر عياله، وفي النهج: عياله الخلائق ضمن أرزاقهم. قوله عليه السلام: فليس بما سئل فإن جوده لا يتوقف على شئ سوى الاستحقاق والاستعداد، وهذا لا ينافي الحث على الدعاء والامر بالسؤال، فإن الدعاء من متممات الاستعداد، وفيه تنزيه له تعالى عن صفة المخلوقين لان السؤال محرك لجودهم، والله تعالى منزه عن أن يكون فيه تغير أو اختلاف، وإنما التغير في الممكن القابل للفيض والجود بحسب استعداده و استيهاله.
قوله عليه السلام: وما اختلف عليه دهر إشارة إلى ما قالوا: من أن الزمان ظرف المتغيرات، ولما لم يكن فيه تعالى تغير لا تختلف عليه الدهور والأزمان، ويحتمل أن يكون المراد نفي اختلاف الأزمنة بالنسبة إليه بأن يكون موجودا في زمان، معدوما في زمان آخر، أو عالما في زمان جاهلا في زمان آخر وهكذا، والأول أظهر.
قوله: ما تنفست عنه لا يخفى مناسبته لما قيل: من أن المعادن تتولد من بخارات الأرض، ولا يخفى أيضا لطف تشبيه الصدف بالفم، والدر بالسن، واللحمة التي في

(1) روى العياشي ذيل الحديث عن مسعدة بن صدقة باختلاف في ألفاظه، وأخرجه المصنف في أول باب النهى عن التفكر في ذات الله سابقا مع بيان فراجعه.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322