بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
بالصخور أرضه المائدة، وإنما أسند إلى الصفة لأنها العلة في إيجاد الجبال كما قال تعالى: " وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم " (1) وقال: " والجبال أوتادا ". (2) ثم اعلم أنهم اختلفوا في أنه لم صارت الجبال سببا لسكون الأرض على أقوال:
الأول: أن السفينة إذا ألقيت على وجه الماء فإنها تميل فإذا وضعت فيها أجرام ثقيلة استقرت، ولعل غرضهم أن الأرض إذا لم توتد بالجبال لأمكن أن تتحرك بتموج الهواء ونحوه حركة قسرية.
الثاني: ما ذكره الفخر الرازي حيث قال: قد ثبت أن الأرض كرة، وأن هذه الجبال بمنزلة خشونات وتضريسات (3) على وجه الكرة فلو فرضنا أن الأرض كانت كرة حقيقة لتحركت بالاستدارة بأدنى سبب لان الجرم البسيط المستدير يجب كونه متحركا على نفسه بأدنى سبب وإن لم تجب حركته بنفسه عقلا، أما إذا حصل على سطحها هذه الجبال فكل واحد إنما يتوجه بطبعه إلى المركز فيكون بمنزلة الأوتاد، ولا يخفى ما فيه من التشويش والفساد.
الثالث: ما يخطر بالبال وهو أن يكون مدخلية الجبال لعدم اضطراب الأرض بسبب اشتباكها واتصال بعضها ببعض في أعماق الأرض بحيث تمنعها عن تفتت أجزائها وتفرقها فهي بمنزلة الأوتاد المغروزة المثبتة في الأبواب المركبة من قطع الخشب الكثيرة بحيث تصير سببا لالتصاق بعضها ببعض وعدم تفرقها، وهذا معلوم ظاهر لمن حفر الابار في الأرض فإنها تنتهي عند المبالغة في حفرها إلى الأحجار الصلبة الرابع: ما أول بعضهم الآية به، وهو أن المراد بالأوتاد الأنبياء والعلماء، و بالأرض الدنيا فإنهم سبب استقرار الدنيا، ولا يخفى أنه لو استقام هذا الوجه في الآية لا يجري في كلامه عليه السلام إلا بتكلف لا يرتضيه عاقل.
الخامس: أن يقال المراد بالأرض قطعاتها وبقاعها لا مجموع كرة الأرض، و

(١) النحل: ١٤.
(2) النبأ: 7.
(3) تضاريس الأرض: ما برز عليها كالأضراس.
(٢٥٠)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322