بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٢
أي بالصفات الزائدة، فقد قرنه أي جعل له شيئا يقارنه دائما. ومن حكم بذلك فقد ثناه أي حكم باثنينية الواجب إذ القديم لا يكون ممكنا، ومن حكم بذلك فقد حكم بأنه ذو أجزاء لتركبه مما به الاشتراك وما به الامتياز، أو لان التوصيف بالأوصاف الزائدة الموجودة المتغائرة لا يكون إلا بسبب الاجزاء المتغائرة المختلفة، أو لان إله العالم و مبدعة إما أن يكون ذاته تعالى فقط مع قطع النظر عن هذه الصفات أو ذاته معها، و الأول باطل لان الذات الخالية عنها لا تصلح للالهية، وكذا الثاني لان واجب الوجود إذا يصير عبارة عن كثرة مجتمعة من أمور موجودة فكان مر كبا فكان ممكنا.
قوله عليه السلام: ومن أشار إليه إي بالإشارة الحسية فقد حده بالحدود الجسمانية أو بالإشارة العقلية فقد حده بالحدود العقلانية، ومن حده فقد عده أي جعله ذا عدد وأجزاء، وقيل عده من الممكنات ولا يخفي بعده.
قوله عليه السلام: ولا يستوحش كأن كلمة " لا " تأكيد للنفي السابق أي ولا سكن يستوحش لفقد، (1) أو زائدة كما في قوله تعالى: " ما منعك أن لا تسجد " (2) ويحتمل كون الجملة حالية.
قوله: عليه السلام وألزمها أشباحها الضمير المنصوب في قوله: ألزمها إما راجع إلى الغرائز أو إلى الأشياء، فعلى الأول المراد بالأشباح الأشخاص أي جعل الغرائز و الطبائع لازمة لها، وعلى الثاني فالمراد بها إما الأشخاص أي ألزم الأشياء بعد كونها كلية أشخاصها، أو الأرواح إذ يطلق على عالمها في الاخبار عالم الأشباح، وفي بعض

(1) أراد عليه السلام أنه تعالى متوحد بذاته ومتفرد بوحدانيته، لا أنه انفرد عن مثل له، إذا المتعارف من استعمال لفظة " متوحد " اطلاقها على من كان له من يستأنس بقربه، ويستوحش لبعده، (2) الأعراف: 11.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322