عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٢ - الصفحة ٤٩
الله تعالى) (1) (2) (3).
(126) وروي عن ابن عباس، أنه قال: الترتيل، هو القراءة على هينتك (4) وقال: لان أقرأ البقرة مرتلا، أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله ليس كذلك (5).
(127) وروي عن علي عليه السلام، أنه قال في معنى الترتيل: (أن تبينه تبيانا، ولا تهذه هذ الشعر (6)، ولا تنثره نثر الرمل (7)، ولكن اقرع به (قلوبكم خ ل)

(١) الوسائل، كتاب الصلاة، باب (٣٩) من أبواب بقية الصلوات المندوبة، حديث ٥.
(٢) الناشئة مشتقة من النشأ، يقال: نشأ من مكانه، إذا قام، ويقال: نشأ الغلام، إذا شب وكبر، ولما كان النائم كالميت، كان قيامه بعد النوم، كالنشوء، وهو الايجاد بعد العدم. وفي هذا الحديث دلالة على استحباب قيام الليل، وأنه من السنن الوكيدة (معه).
(٣) حاصل معنى الآية، أن النفس تنشأ من منامها، وتقوم لصلاة الليل، هي أشد وطاءا، أي كلفة، أو ثبات قدم. وقرأ بعض السبعة: وطاءا بالمد، أي مواطاة القلب اللسان لما فيها من الاخلاص (جه).
(٤) قال في تنوير المقباس (تفسير ابن عباس) في تفسير (ورتل القرآن ترتيلا):
اقرأ القرآن على رسلك وهينتك وتؤدة ووقار. تقرأ آية وآيتين وثلاثا، ثم كذلك حتى تقطع.
(٥) الدر المنثور للسيوطي ١: ٢١، ولفظ الحديث: (عن أبي جمرة قال:
قلت لابن عباس: إني سريع القراءة فقال: لان أقرأ سورة البقرة فأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله).
(٦) هذ الشئ، هو سرعة رميه، بعضه وراء بعض. لان العرب كانوا إذا قرأوا الشعر يسرعون في قراءته، ويتبعون بعضه بعضا، ويتداخلون ألفاظه بعضها في بعض.
فأمر بالترتيل في القرآن، ليفرق بينه وبين ما يفعلونه في الشعر. ويحتمل أن يكون (ولا تهذه) بالذال المعجمة، من هذوت اللحم، إذا قطعته، بمعنى لا تقطع القرآن تقطيع العرب للشعر، فإنهم كانوا يقرأونه كلمة كلمة مع السرعة (معه).
(٧) النثر، تبذير الشئ وتفريقه، و (الرمل) باسكان الميم هو المعروف. و إنما خصه لسهولة تفريق اجزاءه، ويجوز فتح الميم، وهو بحر من بحور الشعر، وقراءته بنوع النثر، وتفريق كلماته. وهو في القرآن أيضا أن يكون على هذه الهيئة. ولكن اقرع به القلوب القاسية، بأن تقرأه بصوت حزين، ليؤثر في القلوب الرقة. وقوله:
(ولا يكون هم أحدكم آخر السورة) إشارة إلى التأني في قراءته، ويكون الترتيل مجموع هذه الصفات، والامر به للاستحباب (معه).
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست