نبينا انه علم بذلك العلم وغيره من علوم الأنبياء بغير تعليم أحد من البشر بل من سلطان الأرض والسماء فعلى ما ذكرنا عنه بلفظه في مسالته يكون له عذر يليق بما حكيناه عنه في التعليق في عقيدته وقال رحمه الله في تمام المسألة المذكورة في غير التعليق، ومن جيد ما يبطل به قولهم ان تقول لأهل الاحكام خذ الطالع واحسب وانعم النظر فيه واحكم أفعل هذا أم لا افعله، تشير بذلك إلى أي شئ يعرض لك فان حكم انك تفعله فلا تفعله، أو انك لا تفعله فافعله فتخالفه، أقول انا، وهذا أيضا قد استعظمت قدره ان يعتقد جودة هذا القول في الرد على جميع أصحاب الاحكام، وانما هذا يرد على من يدعي ان النجوم علة موجبة واما من يقول إن النجوم جعلها الله المختار لذاته دلائل على السعود والنحوس والحوادث فإنه يقول لشيخنا الحمصي زيادة عما قدمناه من جواب المرتضى قدس الله روحه ان حكمه بأنك ان فعلت أمرا كان سعادة لك لا يمنع انك تخالفه ويكون نحوسا لك كما أن الله جل جلاله دل على طاعته وهى سعادة لعباده فاختار خلق منهم النحوس لمخالفته، ويكون المنجم قد اطلع بمقدار علمه على ما حكم به ولم يطلع على حده وقد تقدم تمام هذا الجواب في جوابنا المرتضى تغمده الله برحمته، واعلم أنه يقتضي لهذا الشيخ المعظم الحمصي رضوان الله عليه انه معتقد لصحة النجوم والحساب، وهذه موافقة لما حررناه ودللنا عليه في هذا الكتاب، وهو من أواخر من تخلف من العلماء الموصوفين، وأفضل من انتفع بالقراءة عليه أهل العراق من المتكلمين
(٧٩)