وكان جدي ورام قدس الله روحه ونور ضريحه يرجحه على غيره من العلماء ويفضل تصنيفه على من لا يجري مجراه من الفضلاء، وقد كان تحقيقه لهذه المسألة في علم النجوم في الجزء الثاني من (التعليق العراقي) كما حكيناه عن لفظ تحقيقه، في حياة جدي ورام في دار ضيافته تغمده الله برحمته دليلا على أن جدي ورام رضوان الله عليه كان قائلا به ومعتقدا لما أشار الحمصي إليه، لأنه لم يصنف بالعراق ما يخالف جدي فيه، وخاصة في علم النجوم الذي صار من مهمات ما ينبغي كشفه والدلالة عليه، كما تقدم في إشارتنا إليه، وأقول وأما قوله رحمه الله ان أكثر ما يحكمون به في المستقبل لا يقع فان الحساب يختلف حاله عند ذوي الألباب فاول مراتبه سهل على الحاسبين، فإذا ارتفع الحاسب في طرق الحساب أمكن الغلط فيه وذلك بخلاف أوائل مراتبه، وهذا لا يخفى التفاوت فيه على من انصف في الجواب، أما ترى الفرائض إذا كان مسائلها في أوائل حسابها سهل ذلك على الناظرين في أبوابها وإذا تناسخت وارتفعت سهام الوارثين أمكن غلط الحاسبين واحتاجت إلى الماهرين في علم الفرائض والناقدين فكذا حال ما دل عليه حساب النجوم ويسهل القريب منه فيدل على التحقيق باليقين، ويصعب البعيد منه فيقع فيه الغلط على الحاسبين، وقد ذكرنا في كتابنا هذا وجوهات أسباب غلطهم وأوضحنا جوابهم عن ذلك للمنصفين (فصل) وقال رحمه الله في بعض كلامه ما معناه انه قد يولد مولود
(٨٠)