مذكورة مشروحة واضحة لذوي العقول (فصل) ومما نذكره في أن النجوم فاعلة مختارة ما ذكره أبو معشر في كتاب (اسرار النجوم)، وهو من أعلم علماء هذا العلم الموسوم، فقال ما هذا لفظه، الأغلب على طبعي ان هذه النجوم غير مستطيعة ولا مختارة لان الفرق بين المستطيع وغير المستطيع ظاهر، بل الاظهر ان المستطيع لفعل يفعل ضده ويقدر ان يمسك عن الفعلين جميعا فلا يكون منه أحدهما والذي لا يستطيع انما يجري على طبع واحد، والكواكب حركتها واحدة ولا تمسك عنها في حال ولا تنتقل إلى غيرها، أقول ان هذا قول الخبير بها المطلع على اسرارها، وقوله كالحجة على المدعين لاختيارها وقد قدمت في الخطبة انها لو كانت مختارة بطل الحتم بالحكم على شئ من النجوم لجواز ان يحكم المنجم بحكم محتوم فيري المنجم المختار باختياره غير ما رآه ذلك المنجم فيبطل ذلك الحكم ويحكم بضده أو بغيره فكان قد انسد باب الدعوى للعلم باحكام النجوم وهذا جواب واضح معلوم (فصل) مع أن الأنبياء عليهم السلام بعثوا ببطلان ان الأفلاك والشمس والقمر والنجوم علل ومعلولات وفاعلات مختارات وثبتت أقوالهم بالآيات والمعجزات والبراهين الخارقات للعادات ثم جاؤوا بالشرايع المختلفات وكان اختلافهم بالشرايع دليلا على أن باعثهم مختار من غير علة ولا عامل بالطبايع وكان تصديقهم بالآيات والبراهين الخارقة لعقول المكلفين دليلا على أن النجوم ليست كاملة ولا مختارة وكيف تكون كاملة الاختيار والصفات وهى تصدق
(٨٢)