فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٨٢
مذكورة مشروحة واضحة لذوي العقول (فصل) ومما نذكره في أن النجوم فاعلة مختارة ما ذكره أبو معشر في كتاب (اسرار النجوم)، وهو من أعلم علماء هذا العلم الموسوم، فقال ما هذا لفظه، الأغلب على طبعي ان هذه النجوم غير مستطيعة ولا مختارة لان الفرق بين المستطيع وغير المستطيع ظاهر، بل الاظهر ان المستطيع لفعل يفعل ضده ويقدر ان يمسك عن الفعلين جميعا فلا يكون منه أحدهما والذي لا يستطيع انما يجري على طبع واحد، والكواكب حركتها واحدة ولا تمسك عنها في حال ولا تنتقل إلى غيرها، أقول ان هذا قول الخبير بها المطلع على اسرارها، وقوله كالحجة على المدعين لاختيارها وقد قدمت في الخطبة انها لو كانت مختارة بطل الحتم بالحكم على شئ من النجوم لجواز ان يحكم المنجم بحكم محتوم فيري المنجم المختار باختياره غير ما رآه ذلك المنجم فيبطل ذلك الحكم ويحكم بضده أو بغيره فكان قد انسد باب الدعوى للعلم باحكام النجوم وهذا جواب واضح معلوم (فصل) مع أن الأنبياء عليهم السلام بعثوا ببطلان ان الأفلاك والشمس والقمر والنجوم علل ومعلولات وفاعلات مختارات وثبتت أقوالهم بالآيات والمعجزات والبراهين الخارقات للعادات ثم جاؤوا بالشرايع المختلفات وكان اختلافهم بالشرايع دليلا على أن باعثهم مختار من غير علة ولا عامل بالطبايع وكان تصديقهم بالآيات والبراهين الخارقة لعقول المكلفين دليلا على أن النجوم ليست كاملة ولا مختارة وكيف تكون كاملة الاختيار والصفات وهى تصدق
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220