بالآيات الخارقات من يدعي انها غير مختارات ولا فاعلات، فكانت النجوم تكون من أسفه وانقص وأرذل الفاعلين وكان قد انتثر نظام الفلك وفسد جميع العالمين بتصديقها من لا يصدقها ويبطل فضلها ويزيل محلها فقد ثبت بطلان قول من ادعى ان النجوم علة وانها فاعلة وكل حديث ورد بالنهي عن تصديق النجوم وتحريمها والمنع من معرفتها وورود الاخبار بذلك فمحول على هذين القسمين اللذين ثبت بطلانهما وتحريم التصديق بهما وانما صح من علم النجوم القوم بأنها دلالات وعلامات على الحادثات بقدرة الفاطر لها الآمر بها في الدلالات كما جعل قلب ابن آدم وعقله ونظره دلائل على التصديق بأمور حاضرات مع تباعدها عما يحيط بعلمه في المسافات والجهات، وسوف نورد من اخبار من قوله حجة في العلوم بما ذكرناه من تحقيق هذا القسم الثالث من علم النجوم وقد قدمنا ما فيه كفاية لمن طلب التوفيق وشرفه الله جل جلاله بالظفر في التحقيق وصانه عن جحود الآيات الدالة عليه جل جلاله وعلى رسله عليهم السلام بمعرفة اسرار دليل النجوم الموصوفة وما أبانه بالهداية به من آياته المكشوفة ولعل السبب في توقف قوم من الضعفاء عن العلوم بهذه الأشياء خوفهم ان يشتبه الحال بين المنجمين وبين الأنبياء فيما أخبروا به من الغائبات وأين حديث المنجمين المستضعفين الذين يشهد عليهم لسان حالهم وبيان مقالهم باستحالة الدعوى بالمعجزات والآيات من مقام الأنبياء عليهم أفضل الصلوات الذين لم يعرف لهم أستاذ منجم ولا كاهن ولا قائف ولا من
(٨٣)