العادة وليس يستحيل منه تغير تلك العادة لما يراه من المصلحة، وقد يصرف الله تعالى السوء عن عبده بدعوة، ويزيد في اجله بصلة رحم أو صدقة، فهذا الذي ثبتت لنا عليه الأدلة، وهو الموافق للشريعة، وليس هو بملائم لما يدعيه المنجمون والحمد لله، وانكرنا عليهم اعتمادهم في الاحكام على أصول مناقضة، ودعاوي مظنونة متعارضة وليس على شئ منها بينة فان كان لهذا العلم أصل صحيح على وجه يسوغ في العقل ويجوز فليس هو ما في أيديهم، ولا من جملة دعاويهم، وقد قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه ان الاستدلال بحركات النجوم على كثير مما سيكون ليس يمتنع العقل منه ولا يمنع ان يكون الله عز وجل علمه بعض أنبيائه وجعله علما على صدقه هذا آخر ما ذكره الكراجكي رضوان الله عليه في كتابه ونعتقد انه اعتمد عليه، وقد قدمنا نحن فصلا منفردا حكينا فيه كلام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان رضوان الله جل جلاله عليه في كتابه المسمى كتاب أوائل المقالات، ونبهنا على ما فيه الموافقة لنا على أن النجوم يصح ان تكون دلالة على الحادثات، وانها من المعلوم المباحات (فصل) يقول أبو القسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس مصنف هذا الكتاب، ومن أبلغ ما وقفت عليه في معارضة المنجمين في تصانيف متاخري علماء الأصحاب، ما ذكره شيخ المتكلمين في زمانه محمود بن علي الحمصي (1) رضوان الله عليه وهو ممن وصل العراق
(٧٤)