ومخلب، وانما ذكروا نصف القوس، لان صورته التي الفوها وشبهوها صورة دابة وانسان فجعلوا النصف الأول للوحوش والنصف الآخر للناس قالوا والسرطان والعقرب يدلان على حشرات الأرض والثور للغرس والسنبلة للبذر، وهذا كله قياس على الصور والأسماء التي لم يوجبها العقل ولا اتاهم بها خبر من الله تعالى في شئ من النقل، وانما هو من اختيارهم وقد كان يمكن غيره ويجوز خلافه وتركه، قالوا ومن يولد برأس الأسد يكون فتن الغم، فمن شبهة تلك الكواكب بصورة الأسد غيركم؟ ومن سماها بهذا الاسم سواكم، وكيف لم تقولوا انها الكلب، أو تشبهوها بغير ذلك من دواب الأرض، هذا أيدك الله والصور عندهم لا تثبت في مواضعها ولا تستقر على اقامتها، فصورة الحمل التي يقولون انها أول البروج قد تنتقل إلى أن تصير البرج الثاني ويصير البرج الأول الحوت، وهذا عندهم هو القول الصحيح، لان الكواكب عندهم كلها تتحرك لي جهة المشرق بخلاف ما يتحرك بها الفلك، والخمسة المضافة إلى الشمس والقمر هي السريعة السير، وحركاتها مختلقة في الابطاء والسرعة، وبقية الكواكب متحرك عندهم بحركة واحدة خفيفة بطية، ولخفاء حركتها سموها الثابتة وهى علي رأي بطلميوس ومن قبله في كل مائة سنة تتحرك درجة واحدة وعلى رأي أصحاب سمين ومن رصد في أيام المأمون وحسب في كل ست وستين سنة درجة، والصوفي يقول في كتاب (الصور) ان مواضع هذه الصور التي كانت على منطقة فلك البروج كانت منذ
(٦٨)