فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٤٢
مسالة بل أكثر أصولية خالف فيها المرتضى شيخه المفيد وهى عندنا الآن بتفصيلها، ومن أعجبها اثبات الجوهر في العدم، فان شيخه المفيد استعظ في العيون والمحاسن الاعتقاد بصحتها، والمرتضى في كثير من كتبا عضدها وانتصر لها وهى خطا بجملتها (فصل) وكذلك من وقف على ما اشتبه على هذا السيد العالم رضي الله عنه في مسائل كثيرة شرعية، مثل ان الشيعة لا تعمل باخبار الآحاد في المسائل الدينية وهى من العلوم التي كان شغولا بها، فلا عجب ان يشتبه عليه شئ من علوم النجوم الذي ما هو معروف بها، ولا يكاد تعجبي ينقضي، كيف اشتبه عليه ان الشيعة لا تعمل باخبار الآحاد في الأمور الشرعية ومن اطلع على التواريخ والاخبار، وشاهد عمل ذوي الاعتبار وجد المسلمين والمرتضى وعلماء الشيعة الماضين عاملين باخبار الآحاد بغير شبهة عند العارفين (1) كما ذكر محمد بن الحسن الطوسي في (كتاب العدة) وغيره من المشغولين بتصفح اخبار الشيعة وغيرهم من المصنفين وقد ذكرنا في (كتاب غياث سلطان الورى) لسكان الثرى، صحة العمل

(1) أقول ان المرتضى خلف الشيخ المفيد بالرياسة وابتلى بالجدل كما ابتلى الشيخ المفيد، وربما اعترض الخصم بخبر لا يسعه ان برده من جهة الراوي فيرده من جهة انه منفرد به وهذا جار مع كل خصم في الاخبار وكذلك في المعقولات فان جملة منها تخالف الشرع وعلماء الدين يدرسونها ليردوا الخصم من طريقه لا عن اعتقاد
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220