وقال لها يا أمي القيني في اليم فقالت له وهي مذعورة من كلامه اني أخاف عليك الغرق قال لها لا تخافي ولا تحزني ان الله تعالى رادي عليك ثم ألقته في اليم كما ذكر لها ثم بقي في اليم لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما مدة إلى أن رد على أمه وقيل بقي سبعين يوما فأخبر الله تعالى عنه (إذ تمشى أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله) الآية وعيسى بن مريم (ع) إذا تكلم مع أمه عند ولادته وقصته مشهورة فناداها من تحتها (ان لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا الآية والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا وقد علمتم جميعا انى أفضل الأنبياء قد خلقت انا وعلي من نور واحد وان نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا وبطون أمهاتنا في كل عصر وزمن إلى عبد المطلب فكان نورنا يظهر في آبائنا فلما وصل إلى عبد المطلب انقسم النور نصفين نصفا إلى عبد الله ونصفا إلى أبي طالب عمي وانهما كانا جلسا في ملا من الناس يتلألأ نورنا في وجهيهما من دونهم حتى أن السباع والهوام كانت تسلم عليهما لأجل نورنا حتى خرجنا إلى دار الدنيا وقد نزل علي جبرئيل عند ولادة ابن عمي وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك الآن ظهرت نبوتك واعلان وحيك وكشف رسالتك إذا يدك الله تعالى بأخيك وخليفتك ووزيرك من بعدك والذي شد به ارزك وأعلن به ذكرك على أخيك وابن عمك فقم إليه واستقبله بيدك اليميني فإنه من أصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلون قال فقمت فوجدت أمي بعد أمي بين النساء والقوابل من حولها وإذا بحجاب قد ضربه جبرئيل بيني وبين النساء فإذا هي قد وضعته فاستقبلته قال ففعلت ما امرني به جبرئيل ومددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا بعلي قد اقبل على يدي واضعا يده اليمنى في اذنه يؤذن ويقيم بالحنفية ويشهد بالوحدانية لله وبرسالتي ثم انثنى إلى وقال السلام عليك يا رسول الله فقلت له اقرأ يا أخي فوالذي نفسي بيده قد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله تعالى على آدم وأقام بها فتلاها من أولها إلى آخرها
(١٢٧)