حاربهم علي (ع) فقال: أما انهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله صلى الله عليه وآله، قيل له:
وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: أولئك كانوا جاهلية وهؤلاء قرأوا القرآن، وعرفوا أهل الفضل فأتوا ما أتوا بعد البصيرة. عبدوس بن عبد الله الهمداني وأبو بكر بن فورك الأصفهاني وشيرويه الديلمي والموفق الخوارزمي وأبو بكر مردويه في كتبهم عن الخدري في خبر قال فقال (ع): يا رسول الله على ما أقاتل القوم؟ قال على الاحداث في الدين، وفي رواية أنه قال: فأين الحق يومئذ؟ قال: يا علي الحق معك وأنت معه، قال: لا أبالي ما أصابني. شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي، وروى غيره عن زيد بن أرقم قالا: قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا أقاتل على التنزيل، وعلي يقاتل على التأويل.
علي على التأويل لا شك قاتل * كقتلي على تنزيله كل مجرم ومما يمكن أن يستدل به من القرآن قوله تعالى: (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله) والباغي من خرج على الامام فافترض قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين. واما اسم الايمان عليهم كقوله (يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله) أي الذين أظهروا الايمان بألسنتهم آمنوا بقلوبكم، وقيل لزين العابدين (ع): ان جدك كان يقول إخواننا بغوا علينا فقال أما تقرأ كتاب الله (والى عاد أخاهم هودا) فهم مثلهم أنجاه الله والذين معه وأهلك عادا بالريح العظيم وقد ثبت انه نزل فيه: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) الآية. وفي حديث الأصبغ بن نباتة قال رجل لأمير المؤمنين (ع): هؤلاء القوم الذين نقاتلهم الدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد فبم نسميهم؟ قال:
سمهم بما سماهم الله في كتابه: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر) فلما وقع الاختلاف كنا أولى بالله وبالنبي وبالكتاب وبالحق. الباقرين عليهما السلام في قوله (فما نذهبن بك فانا منهم منتقمون) يا محمد من مكة إلى المدينة فانا رادوك منها ومنتقمون منهم بعلي، أورده النطنزي في الخصائص والصفواني في الإحن والمحن عن السدى والكلبي وعطاء وابن عباس والأعمش وجابر بن عبد الله الأنصاري انها نزلت في علي (ع). ابن جريح عن مجاهد عن ابن عباس وعن سلمة بن كهيل