مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٤
الترمذي في الجامع وأبو نعيم في الحلية والبخاري في الصحيح والموصلي في المسند واحمد في الفضائل والخطيب في الأربعين عن عمران بن الحصين وابن عباس وبريدة انه رغب علي (ع) من الغنائم في جارية فزايده حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الأسلمي فلما بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها اخذها بذلك فلما رجعوا وقف بريدة قدام الرسول صلى الله عليه وآله وشكا من علي فأعرض عنه النبي، ثم جاء عن يمينه وعن شماله ومن خلفه يشكو فأعرض عنه، ثم قام بين يديه فقالها، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وتغير لونه وتربد وجهه وانتفخت أوداجه، فقال: مالك يا بريدة ما آذيت رسول الله منذ اليوم، اما سمعت ان الله يقول: (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) اما علمت أن عليا مني وانا منه وان من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم، يا بريدة أنت أعلم أم الله أعلم؟ أم قراء اللوح المحفوظ أعلم؟ أنت أعلم أم ملك الأرحام أعلم؟
أنت أعلم يا بريدة أم حفظة علي بن أبي طالب؟ قال: بل حفظته، قال: وهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة علي انهم ما كتبوا قط عليه خطيئة منذ ولد، ثم حكى عن ملك الأرحام وقراء اللوح المحفوظ، وفيها ما تريدون من علي ثلاث مرات، ثم قال: علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي، وفي رواية أحمد دعوا عليا. قال الحميري:
فقال له مه يا بريدة لا تقل * فان ابن عمي في علي تتبع فمنى علي يا بريدة لم يزل * واني كذا منه على الحق نتبع وليكم بعدي علي فأيقنوا * وقايعه بعد الوقيعة تسرع بتوبته مستعجلا خاب انه * بسب علي في لظى يتذرع (فصل: في حساده عليه السلام) الباقر (ع) في قوله: (ويوم القيامة ترى الذين كفروا على الله وجوههم مسودة) يعني انكارهم ولاية أمير المؤمنين (ع). وعنه في قوله: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) إذا عاينوا عند الموت ما أعد لهم من العذاب الأليم وهم أصحاب الصحيفة الذين كتبوا على مخالفة علي (وما هم بخارجين من النار) وعنه (ع) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة) وأعلمهم بما في قلوبهم وهم أصحاب الصحيفة.
الباقر والصادق (ع) في قوله: (فلما رأوه زلفة) نزلت في علي وذلك لما رأوا عليا يوم القيامة اسودت وجوه الذين كفروا لما رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولاية على، وحدثني أبو الفتوح الرازي في روض الجنان بما ذكره
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست