مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٠
عن عبد خير وعن جابر بن عبد الله الأنصاري بل رووا ذلك على انفاق واجتماع ان النبي صلى الله عليه وآله خطب في حجة الوداع فقال: لأقتلن العمالقة في كتيبة، فقال له جبرئيل أو علي بن أبي طالب (ع)، وفي رواية جابر وابن عباس: ألا لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، أما والله لئن فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة فأضرب وجوهكم فيها بالسيف، فكأنه غمز من خلفه، فالتفت ثم أقبل علينا فقال:
أو علي فنزل (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون) لعلي بن أبي طالب، ثم نزل (قل رب ما تربني ما يوعدون) إلى قوله (هي أحسن) ثم نزل (فاستمسك بالذي أوحى إليك) من أمر علي بن أبي طالب (انك لعلى صراط مستقيم) وان عليا لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون عن محبة علي. أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن عمر ابن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما نزلت هذه الآية (فاما نذهبن بك فإنما منهم منتقمون) قال: أو بعلي بن أبي طالب، ثم قال: بذلك حدثني جبرئيل. قال الحميري:
كان من قوله ألا لا تعودوا * بعد موتي في ردة وعنود تلحقوا الحرب بينكم فتصيروا * في فريقين قائد ومقود ولئن أنتم فتنتم وحلتم * في عمى حايل وفي ترديد لتروني وفي يدي السيف صلتا * أو عليا في فليق كالأسود تحته بغلتي ودرعي عليه * وحسامي في كفه وعمودي فوقه رايتي تطير بها الريح * عليكم في يوم نحس مبيد وليلة الهرير لم تكن صلاتهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند وقت كل صلاة الا التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء، وكانت تلك صلاتهم لم يأمرهم بإعادتها وكان (ع) لا يتبع موليهم ولا يجهز على جريحهم ولم يسب ذراريهم، وكان لا يمنع من مناكحتهم وموارثتهم. أبو علي الجبائي في كتاب الحكمين الذي روى أنه (ع) سبا قوما من الخوارج انهم كانوا قد ارتدوا وتنصروا، وكان عليان المجنون مقيما بالكوفة وكان قد الف دكان طحان فإذا اجتمع الصبيان عليه وآذوه يقول: قد حمي الوطيس، وطاب اللقاء وأنا على بصيرة من أمري، ثم يثب ويحمحم وينشد:
أريني سلاحي لا أبا لك انني * أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا ثم يتناول قصبته ليركبها فإذا تناولها يقول:
أشد على الكتيبة لا أبالي * أحتفي كان فيها أو سواها قال فينهزم الصبيان بين يديه فإذا لحق بعضهم يرمى الصبي بنفسه إلى الأرض فيقف
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست