مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٩٤
الثلج ثم احمر حتى صار كالعلق المحمر ثم اخضر حتى صار كأخضر ما يكون من الأغصان الورقة الخضرة ثم تناقض جسمه حتى صار في صورته الأولى عاد لونه الأول وسقطت لوجهي مما رأيت، فصاح بي يا عسكر تشكون فننبئكم وتضعفون فنقويكم والله لا وصل إلى حقيقة معرفتنا إلا من من الله عليه وارتضاه لنا وليا قال العوني:
هذا الذي إذ ولدته أمه * عاجلها منه حسيبا فابتدر حتى تفرغن النسا من حولها * وقلن هذا هو أمر مبتكر والولد الطيب قد جلله * عنهن مولاه بنوب فاستتر بنان بن نافع قال: سألت علي بن موسى الرضا (ع) فقلت: جعلت فداك من صاحب الامر بعدك؟ فقال لي: يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي وهو حجة الله تعالى من بعدي فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي عليه السلام فلما بصر بي قال لي: يا ابن نافع ألا أحدثك بحديث انا معاشر الأئمة إذا حملته أمه يسمع الصوت من بطن أمه أربعين يوما فإذا أتى له في بطن أمه أربعة اشهر رفع الله تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتى لا يغرب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولا ضارة وان قولك لأبي الحسن من حجة الدهر والزمان من بعده فالذي حدثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك فقلت انا أول العابدين، ثم دخل علينا أبو الحسن فقال لي: يا ابن نافع سلم واذعن له بالطاعة فروحه وروحي وروحي روح رسول الله.
اجتاز المأمون بابن الرضا (ع) وهو بين صبيان فهربوا سواه فقال: علي به، فقال له مالك: ما هربت في جملة الصبيان؟ قال: مالي ذنب فأفر ولا الطريق ضيق فأوسعه عليك تمر من حيث شئت، فقال: من تكون؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقال ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن اخبار السماوات، فودعه ومضى وعلى يده بازاشهب يطلب به الصيد، فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه وشماله لم ير صيدا والباز يثب عن يده فأرسله وطار يطلب الأفق حتى غاب عن ناظره ساعة ثم عاد إليه وقد صادحية فوضع الحية في بيت الطعم وقال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي، ثم عاد وابن الرضا في جمله الصبيان فقال: ما عندك من اخبار السماوات؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن آبائه عن النبي عن جبرئيل عن
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»
الفهرست