مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
رب العالمين أنه قال بين السماء والهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج فيه حياة خضر البطون رقط الظهور ويصيدها الملوك بالبزاه الشهب يمتحن بها العلماء، فقال: صدقت وصدق آباؤك وصدق جدك وصدق ربك، فأركبه ثم زوجه أم الفضل.
محمد بن أحمد بن يحيى في نوادر الحكمة عن أمية بن علي قال: دعا أبو جعفر (ع) يوما بجارية فقال: قولي لهم يتهيأون للمأتم، قالوا: مأتم من؟ قال: مأتم خير من على ظهرها، فأتى خبر أبي الحسن بعد ذلك بأيام فإذا هو قد مات في ذلك اليوم.
محمد بن الفرج كتب إلي أبو جعفر: احملوا إلي الخمس فانى لست آخذه منكم سوي عامي هذا، فقبض في تلك السنة.
وفي كتاب معرفة تركيب الجسد عن الحسين بن أحمد التميمي روى عن أبي جعفر الثاني انه استدعى فاصدا في أيام المأمون فقال له: افصدني في العرق الزاهر، فقال له: ما اعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعته، فأراه إياه فلما فصده خرج منه اصفر فجرى حتى امتلأ الطست، ثم قال له: امسكه، فأمر بتفريغ الطست ثم قال: خل عنه، فخرج دون ذلك فقال: شده الآن، فلما شديده أمر له بمائة دينار فأخذها وجاء إلى بخناس فحكى له ذلك فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب ولكن ههنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر على من يعلمه فمضيا ودخلا عليه وقص القصص فأطرق مليا ثم قال:
يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي.
معلى بن محمد قال: خرج علي أبو جعفر (ع) حدثان موت أبيه فنظرت إلى قده لاصف قامته لأصحابنا بمصر فقعد ثم قال: يا معلى ان الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة فقال: وآتيناه الحكم صبيا. وقد رواه علي بن أسباط.
أبو سلمة قال: دخلت على أبي جعفر (ع) وكان بي صمم شديد فخبر بذلك لما أن دخلت عليه فدعاني إليه فمسح يده على اذني ورأسي ثم قال: اسمع وعه فوالله اني لاسمع الشئ الخفي عن اسماع الناس من بعد دعوته.
وروي ان أبا جعفر (ع) لما صار إلى شارع الكوفة نزل عند دار المسيب وكان في صحنه نبقة لم تحمل فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أسفل النبقة وقام فصلى بالناس المغرب والعشاء الآخرة وسجد سجدتي التكبير ثم خرج فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حسنا فتعجبوا من ذاك واكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لاعجم له وودعوه ومضى إلى المدينة.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست