مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٢٦
الذي كان فيه، فلما قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه وعانقه ثم أقبل يسأل عن أحواله وأبو الحسن يقول: خير خير. فلما قام عانقه وودعه، فقلت يا أمير المؤمنين لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا ما عملته مع أحد قط فمن هذا الرجل! فقال: يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر بن محمد إن أردت العلم الصحيح فعند هذا. قال المأمون: فعند ذلك انغرس في قلبي حبهم.
هشام بن الحكم قال موسى بن جعفر لأبرهة النصراني: كيف علمك بكتابك؟ قال:
أنا عالم به وبتأويله، قال: فابتدأ موسى يقرء الإنجيل، فقال أبرهة: والمسيح لقد كان يقرأها هكذا، وما قرأ هكذا إلا المسيح وأنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة.
فأسلم على يديه.
كافي الكليني: ان رجلا افتض جارية معصرا لم تطمث فسال الدم نحوا من عشرة أيام فاختلف القوابل انه دم الحيض أم دم العذرة، وسألوا أبا حنيفة عن ذلك فقال:
هذا شئ قد أشكل فلتتوضأ ولتصل وليمسك عنها زوجها حتى ترى البياض. فسأل خلف بن حماد موسى بن جعفر فقال عليه السلام: تستدخل القطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها إخراجا رفيقا فإن كان الدم مطوقا في القطنة فهو من العذرة وإن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض، فبكى خلف وقال: جعلت فداك من يحس هذا غيرك.
قال: فرفع يده إلى السماء، وقال: اني والله ما أخبرك إلا عن رسول الله عن جبرئيل عن الله تعالى.
ودخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (ع) فقال له: رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه، فقال أبو عبد الله: ادعوا لي موسى، فدعاه فقال له في ذلك فقال: نعم يا أبه ان الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم يقول الله تعالى:
(ونحن أقرب من حبل الوريد) فضمه أبو عبد الله إلى نفسه ثم قال: بأبي أنت وأمي يا مودع الاسرار.
وقال الكليني: هذا تأديب منه إلا أنه ترك الأفضل.
حج المهدي فلما صار في فتق العبادي ضج الناس من العطش فأمر أن يحفر بئرا فلما بلغوا قريبا من القرار هبت عليهم ريح من البئر فوقعت الدلاء ومنعت من العمل فخرجت الفعلة خوفا على أنفسهم، فأعطى علي بن يقطين لرجلين عطاءا كثيرا ليحفرا فنزلا فأبطئا ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما، فسألهما عن الخبر فقالا: انا رأينا آثارا واثاثا ورأينا رجالا ونساء فكلما أو مأنا إلى شئ منهم صار هباء. فصار المهدي
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست