مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
إلا تقضقضت السهام وعاقها * عن جسمك الاجلال والاكبار قال: قبلت هديتك اجلس بارك الله فيك ورفع رأسه إلى الخادم وقال: امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به؟ فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له يفعل به ما أراد، فقال موسى للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك وكان عمري يؤذيه ويشتم عليا (ع) فقال له بعض حاشيته: دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك، فركب يوما إليه فوجده في مزرعة فجالسه وباسطه وقال له: كم عزمت في زرعك هذا؟ قال: مائة دينار، قال: وكم ترجو أن تصيب؟ قال: مائتي دينار، قال فأخرج له صرة فيها ثلاثمائة دينار فقال: هذا زرعك على حاله يرزقك الله فيه ما ترجو فاعتذر العمري إليه وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته وكان يخدمه بعد ذلك.
موسى بن جعفر (ع) قال: دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي قال:
فأجلسني أبى بين يديه وقال: يا بني اكتب:
(تنح عن القبيح ولا ترده) ثم قال آجزه فقلت: (ومن أوليته حسنا فزده) ثم قال: (ستلقى من عدوك كل كيد) فقلت: (إذا كاد العدو فلا تكده) قال فقال: ذرية بعضها من بعض.
ابن عمار: انه استقبل الرشيد على بغلة فاستنكر ذلك، فقال: أتركب دابة ان طلبت عليها لم تلحق وان طلبت لم تسبق. وفي رواية أنه قال: إن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت، فقال (ع): لست بحيث أحتاج أن أطلب أو اطلب وانها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير وخير الأمور أوساطها.
وحج هارون فلما دخل المدينة تقدم إلى التربة، فقال: السلام عليك يا ابن العم مفتخرا بذلك على غيره، فتقدم أبو الحسن وقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه، فتغير وجه هارون وأمر به فاخذ من المسجد.
داود بن كثير الرقي قال: أتى اعرابي إلى أبى حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال:
توفي جعفر الصادق فشهق شهقة وأغمي عليه، فلما افاق قال: هل أوصى إلى أحد؟
قال: نعم أوصى إلى ابنه عبد الله وموسى وأبى جعفر المنصور، فضحك أبو حمزة وقال: الحمد لله الذي هدانا إلى المهدي وبين لنا عن الكبير ودلنا على الصغير وأخفى عن أمر عظيم، فسئل عن قوله فقال: بين عيوب التكبير ودل على الصغير لإضافته إياه وكتم الوصية للمنصور لأنه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل أنت.
ودعا أبو جعفر المنصور في جوف الليل أبا أيوب الحوبي، فلما اتاه رمى كتابا
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست