مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
زياد السكوني سأل الصادق: ما بال البدنة تقلد النعل وتشعر؟ فقال: اما النعل فيعرف انها بدنة ويعرف صاحبها بنعله، واما الاشعار فإنه يحرم ظهرها على صاحبها حيث يشعرها ولا يستطيع الشيطان أن يتسنمها.
وسئل الصادق: ما بال النبي حل له النساء ولم يطف بالبيت عام الحديبية؟ وان الحسن بن علي (ع) مرض بالسقيا فخرج علي في طلبه فدعا ببدنة فنحرها وحلق رأسه ورده إلى المدينة وما حل له النساء؟ فقال: كان رسول الله مصدودا وكان الحسن محصورا.
وسئل (ع): لأي علة أحرم النبي من الشجرة؟ قال: لأنه أسري به إلى السماء وصار بحذاء الشجرة وكانت الملائكة تأتي البيت المعمور بحذاء المواضع التي هي مواقيت سوى الشجرة وكان الموضع الذي بحذاء الشجرة نودي يا محمد، قال: لبيك، قال:
ألم أجدك يتيما فآوى ووجدتك ضالا فهديت؟ قال النبي: الحمد لله والمنة لك والملك لا شريك لك. فلذلك أحرم من الشجرة والمواضع كلها.
قال أبو كهمس: قال لي الصادق: إذا صرت إلى الكوفة فائت ابن أبي ليلى فقل له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل: قال أصحابنا، ثم سله عن الرجل يسلم في الركعتين الأولتين من الفريضة. وعن رجل يصيب ثيابه البول كيف يغسله، وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات فيسقط منه واحده كيف يصنع فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له يقول لك: جعفر بن محمد ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك وأعلم بسيرة رسول الله منك! قال أبو كهمس ففعلت كما أمرني الصادق فلما عجز قلت: يقول لك جعفر بن محمد ما حملك أن رددت شهادة رجل أعرف منك بأحكام الله وأعرف بسنة رسول الله منك؟ قال:
ومن هو؟ قلت: محمد بن مسلم، قال: فأرسل إلى محمد بن مسلم فأجاز شهادته.
وسأله أبو حنيفة عن قوله (والله ربنا ما كنا مشركين)، فقال: ما تقول فيها يا أبا حنيفة؟ فقال: أقول إنهم لم يكونوا مشركين، فقال أبو عبد الله: قال الله تعالى (انظر كيف كذبوا على أنفسهم) فقال: ما تقول فيها يا ابن رسول الله؟ فقال:
هؤلاء قوم من أهل القبلة أشركوا من حيث لا يعلمون.
وسأله عباد المكي عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا أن يموت ما تقول فيه؟ فقال: هذه المسألة من تلقاء نفسك أو أمرك بها انسان؟ فقال: ان سفيان الثوري أمرني بها، فقال (ع): ان رسول الله اتي برجل أحين قد استسقى
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست