مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٥٩
معاوية بن وهب، صدع ابن لرجل من أهل مرو فشكا ذلك أبي عبد الله فقال: ادنه مني، قال: فمسح على رأسه ثم قال: ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده فبرأ بإذن الله.
الكلوذاني في الأمالي، وعمر الملا في الوسيلة، جاء في حديث الليث بن سعد: انه رأى رجلا جالسا على أبي قبيس وهو يقول: يا رب يا رب، حتى انقطع نفسه ثم قال:
يا أرحم الراحمين، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا رباه يا رباه، حتى انقطع نفسه، ثم قال يا الله يا الله، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا حي يا حي، حتى انقطع نفسه، ثم قال:
يا رحيم يا رحيم، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين، حتى انقطع نفسه سبع مرات، ثم قال: اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللهم وان بردي قد خلقا فاكسني. قال الليث: فوالله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الأرض يومئذ عنبة وبردين مصبوغين فقربت منه وأكلت معه ولبس البردين ثم نزلنا فلقي فقيرا فأعطاه برديه الخلقين، ثم انصرف، فسألت عنه فقيل: هذا جعفر الصادق (ع).
هشام بن الحكم قال: كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصادق في حجة كل سنة فينزله أبو عبد الله (ع) في دار من دوره في المدينة وطال حجه ونزوله فأعطى أبا عبد الله عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا وخرج إلى الحج، فلما انصرف قال:
جعلت فداك اشتريت لي الدار؟ قال: نعم، وأتى بصك فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى جعفر بن محمد الفلان بن فلان الجبلي له دار في الفردوس حدها الأول رسول الله والحد الثاني أمير المؤمنين والحد الثالث الحسن بن علي والحد الرابع الحسين ابن علي، فلما قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك. قال فقال أبو عبد الله اني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنة. قال: فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصك معه ثم اعتل علة الموت فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلفهم أن يجعلوا الصك معه ففعلوا ذلك، فلما أصبح القوم غدوا إلى قبره فوجدوا الصك على ظهر القبر مكتوب عليه: وفي ولي الله جعفر بن محمد.
وقرأت في شوف العروس عن أبي عبد الله الدامغاني انه سمع ليلة المعراج من بطنان العرش يقول:
من يشتري قبة في الخلد ثابتة * في ظل طوبى رفيعات مبانيها
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست