مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠
الجارية رضاك من آل محمد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله اقبل مروان حتى جلس إلى الحسين (ع) وعنده من الجلة وقال: ان أمير المؤمنين امرني بذلك وان اجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضاء دينه واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له وبوجهه يستسقى الغمام فرد خيرا يا أبا عبد الله. فقال الحسين (ع):
الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه، إلى آخر كلامه ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا، اما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهما، واما قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كن نساؤنا يقضين عنا ديوننا، واما صلح ما بين هذين الحيين فانا قوم عاديناكم في الله ولم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري فلقد أعيى النسب فكيف السبب، واما قولك العجب ليزيد كيف يستمهر فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أب يزيد ومن جد يزيد، واما قولك ان يزيد كفو من لا كفو له فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئا، واما قولك بوجهه يستسقى الغمام فإنما كان ذلك بوجه رسول الله، واما قولك من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل. ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعا اني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله ابن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهما وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال ارضى بالعقيق، وان غلتها في السنة ثمانية آلاف دينار ففيها لها غنى انشاء الله.
قال: فتغير وجه مروان وقال: أغدرا يا بني هاشم تأبون إلا العداوة، فذكره الحسين خطبة الحسن عائشة وفعله ثم قال: فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان أردنا صهرك لنجد ودا * قد اخلقه به حدث الزمان فلما جئتكم فجبهتموني * وبحتم بالضمير من الشنان فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله منهم كل رجس * وطهرهم بذلك في المثاني فلما لهم سواهم من نظير ولا كفؤ هناك ولا مداني أيجعل كل جبار عنيد إلى الأخيار من أهل الجنان ثم إنه كان الحسين (ع) تزوج بعائشة بنت عثمان.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست