مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢١١
الأصبغ بن نباتة قالت: سألت الحسين (ع) فقلت: سيدي أسألك عن شئ أنابه موقن وانه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر، فقال: يا أصبغ أتريد ان ترى مخاطبة رسول الله لأبي دون يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الذي أردت، قال: قم فإذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل ان يرتد إلى بصري فتبسم في وجهي فقال: يا اصبغ ان سليمان بن داود أعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر وانا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله، فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه وليس لاحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سر الله فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثه رسوله، فقلت: الحمد لله على ذلك، ثم قال لي: ادخل، فدخلت فإذا انا برسول الله محتب في المحراب بردائه فنظرت فإذا انا بأمير المؤمنين قابض على تلابيب الأعسر، فرأيت رسول الله يعض على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعنتي، الخبر.
كتاب الإبانة قال بشر بن عاصم: سمعت ان الزبير يقول: قلت للحسين بن علي انك تذهب إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك، فقال: لئن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي مكة، عرض به (ع). كتاب التخريج عن العامري بالاسناد عن هبيرة بن بريم عن ابن عباس قال: رأيت الحسين قبل ان يتوجه إلى العراق على باب الكعبة وكف جبرئيل في كفه وجبرئيل ينادي: هلموا إلى بيعة الله.
وعنف ابن عباس على تركه الحسين فقال: ان أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا ولم يزيدوا رجلا نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم. وقال محمد بن الحنفية: وان أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم. قال السوسي:
أنتم سماء للسماوات العلى * والخلق ارض تحتكم ومهاد أنتم معاد الخلق يوم معادهم * واليكم الاصدار والايراد أنتم صراط الله أنتم حبله ال‍ * ممدود أنتم بيته المرتاد بهواكم صلح الفساد وهكذا * يهوى سواكم للصلاح فساد لو لم نسبح في الصلاة بذكركم * كانت ترد صلاتنا وتعاد بهواكم عرف الرشاد وليكم * لولاكم لم يعرف الارشاد أنتم لشيعتكم بحور ماؤها * عذب بها يتنعم الوراد أنتم مواسمهم إذا حجوا * وأعياد بها صحت لنا الأعياد
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست