يترك سب علي، وأن يؤمن شيعته ولا يتعرض لاحد منهم، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، ويوفر عليه حقه كل سنة خمسون ألف درهم، فعاهده على ذلك معاوية وحلف بالوفاء به، وشهد بذلك عبد الرحمن بن الحارث، وعمرو بن أبي سلمة، و عبد الله بن عامر بن كريز، و عبد الرحمن بن أبي سمرة وغيرهم، فلما سمع ذلك قيس بن سعد قال:
أتاني بأرض العال من أرض مسكن * بأن إمام الحق أحضى مسالما فما زلت مذ بينته متلددا * أراعي نجوما خاشع القلب واجما وروي أنه قال الحسين عليه السلام في صلح معاوية:
أيها الناس انكم لو طلبتم ما بين جابلقا وجابرصا رجلا جده رسول الله ما وجدتم غيري وغير أخي، وان معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الامر وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
وفي رواية: إنما هادنت حقنا للدماء وصيانتها واشفاقا على نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي. وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي. قال ابن طوطي الواسطي:
لقد باع دنياهم بدين معاشر * متى ما تبع دنياك بالدين يشتروا فان قال قوم كان في البيع خاسر * فللمشتري دنياه بالدين أخسر وقال محمد بن منصور:
السيد الحسن الذي فاق الورى * علما وحلما سيد الشبان رقت طبيعته فجاد بأمرة * لما التوى وتجاذب الفتيان حقن الدماء لامة مرحومة * علما بما يأتي من الفتنان ودخل الحسين على أخيه باكيا ثم خرج ضاحكا، فقال له مواليه: ما هذا؟ قال:
أتعجب من دخولي على إمام أريد أن اعلمه فقلت: ماذا دعاك إلى تسليم الخلافة! فقال الذي دعا أباك فيما تقدم. قال: فطلب معاوية البيعة من الحسين فقال الحسن يا معاوية لا تكرهه فإنه لن يبايع أبدا أو يقتل ولن يقتل حتى يقتل أهل بيته ولن يقتل أهل بيته حتى يقتل أهل الشام.
قال: فنزل معاوية يوم الجمعة بالنخيلة فصلى بالناس ضحى النهار وقال في خطبته:
اني والله ما أقاتلكم لتصلوا ولا تصوموا ولا تحجوا ولا تزكوا انكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لا تأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون واني منيت الحسن