فصل: في المفردات الصادق (ع): ان أمير المؤمنين كتب لابنه الحسن بعد انصرافه من صفين:
اما بعد فاني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا أصابك أصابني وكأن الموت لو اتاك اتاني، فعناني من امرك ما يعنيني من امر نفسي، فكتبت لك كتابي هذا إن انا بقيت أو فنيت فاني أوصيك بتقوى الله عز وجل ولزوم امره، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله. وذكر الوصية.
ونادى عبد الله بن عمر للحسن بن علي (ع) في أيام صفين وقال: ان لي نصحة، فلما برز إليه قال: ان أباك بغضة لعنة وقد خاض في دم عثمان فهل لك ان تخلعه نبايعك، فأسمعه الحسن ما كرهه، فقال معاوية: انه ابن أبيه.
وفي الاحياء: انه خطب الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن الحارث بنته، فأطرق عبد الرحمن ثم رفع رأسه فقال: والله ما على وجه الأرض من يمشي عليها أعز علي منك ولكنك تعلم أن ابنتي بضعة مني وأنت مطلاق فأخاف ان تطلقها وان فعلت خشيت ان يتغير قلبي عليك لأنك بضعة من رسول الله فان شرطت ان لا تطلقها زوجتك، فسكت الحسن وقام وخرج، فسمع منه يقول: ما أراد عبد الرحمن إلا أن يجعل ابنته طوقا في عنقي. وروى محمد بن سيرين انه خطب الحسن إلى منظور بن ريان ابنته خولة فقال: والله اني لأنكحك واني لاعلم انك غلق طلق ملق غير انك أكرم العرب بيننا وأكرمهم نفسا فولد منها الحسن بن الحسن.
ورأي يزيد امرأة عبد الله بن عامر أم خالد بنت أبي جندل فهام بها وشكا ذلك إلى أبيه، فلما حضر عبد الله عند معاوية قال له: لقد عقدت لك على ولاية البصرة ولولا أن لك زوجة لزوجتك رملة، فمضى عبد الله وطلق زوجته طمعا في رملة، فأرسل معاوية أبا هريرة ليخطب أم خالد ليزيد ابنه وبذل لها ما أرادت من الصداق فاطلع الحسن والحسين و عبد الله بن جعفر فاختارت الحسن فتزوجها.
عبد الملك بن عمير، والحاكم، والعباس قالوا: خطب الحسن عائشة بنت عثمان فقال مروان: أزوجها عبد الله بن الزبير، ثم إن معاوية كتب إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره ان يخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد فأبى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبد الله: ان أمرها ليس إلي إنما هو إلى سيدنا الحسين وهو خالها، فأخبر الحسين بذلك فقال: أستخير الله تعالى، اللهم وفق لهذه