مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
لابنة الهادي الرضي فاطمة * حقها بعد أبيها يغتصب بل لما نال بني فاطمة * من بني الطمت الملاعين العيب يا لقومي ما أتى الدهر بهم * من خطوب مفظعات ونوب بريدة، قال النبي صلى الله عليه وآله: ان ملك الموت خيرني فاستنظرته إلى نزول جبرئيل فتجلى ابنته فاطمة الغشي فقال لها: يا ابنتي احفظي عليك فإنك وبعلك وابنيك معي في الجنة.
بشرت مريم بولدها: (ان الله يبشرك بكلمة)، وبشرت فاطمة بالحسن والحسين.
في الحديث: ان النبي بشرها عند ولادة كل منهما، بأن يقول لها: ليهنئك ان ولدت إماما يسود أهل الجنة، وأكمل الله تعالى ذلك في عقبها قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) يعني عليا. أبو عبد الله (ع): كانت مدة حملها في تسع ساعات. وولدت فاطمة الحسن والحسين وبينهما ستة اشهر. على رواية وردت. ومريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد وشرف النساء بآبائهم ونذرت أم مريم لله محررا، ومحمد صلى الله عليه وآله أكثر الخلق تقربا إلى الله تعالى في سائر الأحوال، وذلك يوجب أن يكون قد أتى عند أنساله الزهراء (ع) بأضعاف ما قالت أم مريم بموجب فضله على الخلائق وكان نذرها من قبل الام وهو يقتضي نصف منزلة ما ينذره الأب قوله: (وكفلها زكريا) والزهراء كفلها رسول الله، ولا خلاف في فضل كفالة رسول الله على كل كفالة، وكفالة اليتيم مندوب إليها وكفالة الولد واجبة. ولدت مريم بعيسى في أيام الجاهلية، وولدت فاطمة بالحسن والحسين على فطرة الاسلام. وكان الله أعلم مريم بسلامتها وسلامة ما حملته فلا يجوز أن يتطرق إليها خوف، والزهراء حملت بهما وهي لا نعلم ما يكون من حالها في الحمل والوضع من السلامة والعطب فينبغي أن يكون في ذلك مثوبة زائدة، ولذلك فضل المسلمون على الملائكة يوم بدر في القتال لأنهم كانوا بين الخوف والرجاء في سلامتهم، والملائكة ليسوا كذلك. وقيل لها: (لا تحزني). وقال النبي: يا فاطمة ان الله يرضى لرضاك. وقيل لها: (فنفخنا فيه من روحنا)، وفاطمة خامسة أهل العباء. وافتخار جبرئيل بكل واحد منهم قوله: من مثلي وأنا سادس خمسة. ولها:
(تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي) يحتمل ان النخلة والنهروان كانا موجودين قبل ذلك لأنه لم يبق لهما أثر مثل ما بقي لزمزم والمقام وموضع التنور وانفلاق البحر ورد الشمس، وللزهراء حديث التمر الصيحاني وقدس الماء. وروي انه بكت أم أيمن وقالت: يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا، فقال: يا أم أيمن لم تكذبين؟ فان الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست