مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٣١
ثم قالت حفصة:
فاطمة خير نساء البشر * ومن لها وجه كوجه القمر فضلك الله على كل الورى * بفضل من خص بآي الزمر زوجك الله فتى فاضلا * أعني عليا خير من في الحضر فسرن جاراتي بها انها * كريمة بنت عظيم الخطر ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ:
أقول قولا فيه ما فيه * وأذكر الخير وأبديه محمد خير بني آدم * ما فيه من كبر ولاتيه بفضله عرفنا رشدنا * فالله بالخير مجازيه ونحن مع بنت نبي الهدى * ذي شرف قد مكنت فيه في ذروة شامخة أصلها * فما أرى شيئا يدانيه وكانت النسوة يرجعن أول بيت من كل رجز ثم يكبرن ودخلن الدار، ثم أنفذ رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي ودعاه إلى المسجد، ثم دعا فاطمة فأخذ يديها ووضعها في يده وقال: بارك الله في ابنة رسول الله.
كتاب ابن مردويه: ان النبي صلى الله عليه وآله سأل ماء فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب ثم صبها على رأسها ثم قال: اقبلي، فلما أقبلت نضح من بين ثدييها ثم قال: ادبري، فلما أدبرت نضح من بين كتفيها، ثم دعا لهما. أبو عبيد في غريب الحديث أنه قال: اللهم اونسهما، أي ثبت الود. كتاب ابن مردويه: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شبليهما. وروي أنه قال: اللهم انهما أحب خلقك إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا واني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم. وروي انه دعا لها فقال: أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا. وروي أنه قال: مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان، ثم خرج إلى الباب يقول: طهركما وطهر نسلكما، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.
وباتت عندهما أسماء بنت عميس أسبوعا بوصية خديجة إليها فدعا لها النبي صلى الله عليه وآله في دنياها وآخرتها، ثم أتاها في صبيحتهما وقال: السلام عليكم، أدخل رحمكم الله؟ ففتحت أسماء الباب وكانا نائمين تحت كساء، فقال: على حالكما، فأدخل رجليه بين أرجلهما، فأخبر الله عن أورادهما (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) الآية، فسأل عليا: كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله، وسأل فاطمة فقالت: خير بعل،
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست