مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
فقال: اللهم اجمع شملهما وألف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما يرضيك، ثم أمر بخروج أسماء وقال: جزاك الله خيرا، ثم خلا بها بإشارة الرسول صلى الله عليه وآله.
وروى شر حبيل باسناده قال: لما كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبي صلى الله عليه وآله بعس فيه لبن فقال لفاطمة: اشربي فداك أبوك، وقال لعلي: اشرب فداك ابن عمك، نقول سماء صلب المرتضى لفاطم * عن ابتسال الحسنين انفطرت وبانفطار نورها في أرضهم * كواكب فيها علينا انتثرت إذ البحار منهما آبينا * بالعلم والتأويل فينا انفجرت وعلمت من اهتدى بهديها * ما حالها إذ القبور بعثرت فعلمت ما قدمت في يومها * من كتبها بعقدها وأخرت فصل: في حليتها وتواريخها عليها السلام أنس بن مالك قال: سألت أمي عن صفة فاطمة (ع) فقالت: كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب وكانت بيضاء بضة.
عطاء عن أبي رياح قال: كانت فاطمة بنت رسول الله تعجن وان قصبتها تضرب إلى الجفنة. وروي انها كانت مشرقة الرباعية. جابر بن عبد الله: ما رأيت فاطمة تمشي إلا ذكرت رسول الله. تميل على جانبها الأيمن مرة وعلى جانبها الأيسر مرة.
ولدت فاطمة بمكة بعد النبوة بخمس سنين، وبعد الاسراء بثلاث سنين، في العشرين من جمادى الآخرة، وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين، أول يوم من ذي الحجة، وروي انه كان يوم السادس، ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر.
وقبض النبي صلى الله عليه وآله ولها يومئذ ثماني عشر سنة وسبعة أشهر، وعاشت بعده اثنان وسبعون يوما، ويقال: خمسة وسبعون يوما، وقيل: أربعة أشهر، وقال القرباني:
قد قيل: أربعين يوما، وهو أصح. وولدت الحسن ولها اثنتا عشر سنة. وتوفيت ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة احدى عشرة من الهجرة ومشهد بالبقيع، وقالوا انها دفنت في بيتها، وقالوا قبرها بين قبر رسول الله وبين منبره وكناها: أم الحسن، وأم الحسين، وأم المحسن، وأم الأئمة، وأم أبيها.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست