مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
فأمطرتهم حللا وحليا حتى وعى ذلك منها وعيا فمن حوى الأكثر منها افتخر * ما عاش في عالمه على الاخر وفي خبر: انه كان الخطيب راحيل، وقد جاء في بعض الكتب انه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع فقال: الحمد لله الأول قبل أولية الأولين، الباقي بعد فناء العالمين، نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين، حجبنا من الذنوب، وسترنا من العيوب، أسكننا في السماوات، وقربنا إلى السرادقات، وحجب عنها النهم للشهوات، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه، الباسط رحمته، الواهب نعمته، جل على إلحاد أهل الأرض من المشركين، وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين. ثم قال بعد كلام:
اختار الملك الجبار صفوة كرمه، وعبد عظمته لامته، سيدة النساء بنت خير النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهل صاحبه، المصدق دعوته، المبادر إلى كلمته، علي الوصول، بفاطمة البتول، ابنة الرسول.
وروي ان جبرئيل روى عن الله تعالى عقيبهما قوله عز وجل: الحمد ردائي، والعظمة كبريائي، والخلق كلهم عبيدي وإمائي، زوجت فاطمة أمتي، من علي صفوتي، اشهدوا ملائكتي. قال ابن حماد:
وجاء جبريل في الاملاك قال له * جئنا نهنيك إطنابا وإسهابا وكنت خاطبها والله واليها * وشاهدوها الكرام الغر احسابا وصير الطيب من طوبى نثارهما * أكرم بذاك نثارا ثم انهابا وأقبل الحور يلقطن النثار معا * فهن يهدينه فخرا وتحبابا وقال الحميري:
نصب الجليل لجبرئيل منبرا * في ظل طوبى من متون زبر جد شهد الملائكة الكرام وربهم * وكفى بهم وبربهم من شهد وتناثرت طوبى عليهم لؤلؤا * وزمردا متتابعا لم يعقد وملاك فاطمة الذي ما مثله * في متهم شرف ولا في منجد وله أيضا:
والله زوجه الزكية فاطما * في ظل طوبى مشهدا محضورا كان الملائك ثم في عدد الحصى * جبريل يخطبهم بها مسرورا يدعو له ولها وكان دعاؤه * لهما بخير دائما مذكورا
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست