مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٢١
جبرئيل مرة أخرى وقال: يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك قل لعلي: اني أعطيتك الجنة بعتقك الجارية لرضى فاطمة والتصدق بأربعة آلاف درهم فأدخل الجنة برحمتي من شئت وأخرج من النار بعفوي من شئت، فعندها قال أمير المؤمنين: أنا قسيم الجنة والنار.
ابن شاهين في مناقب فاطمة، وأحمد في مسند الأنصار باسنادهما عن أبي هريرة وثوبان انهما قالا: كان النبي يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها، فلما رآه النبي تجاوز عنها، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكيتها ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت: اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال صلى الله عليه وآله: قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات، ما لآل محمد وللدنيا فإنهم خلقوا للآخرة وخلقت الدنيا لغيرهم. وفي رواية أحمد فان هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
أبو صالح المؤذن في كتابه بالاسناد عن علي (ع)، ان النبي صلى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها فرمت بها، فقال رسول الله: أنت مني يا فاطمة، ثم جاءها سئل فناولته القلادة.
وفي مسند الرضا (ع) أنه قال: لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لبس الجبابرة، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها، فسر رسول الله بذلك.
أبو القاسم القشيري في كتابه قال بعضهم: انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة فقلت لها: من أنت؟ فقالت: (وقل سلام فسوف تعلمون) فسلمت عليها فقلت ما تصنعين ههنا؟ قالت: (من يهد الله فلا مضل له)، فقلت: أمن الجن أنت أم من الانس؟ قالت: (يا بني آدم خذوا رتبتكم)، فقلت: من أين أقبلت؟ قالت: (تنادون من مكان بعيد)، فقلت: أين تقصدين؟ قالت: (ولله على الناس حج البيت) فقلت متى انقطعت؟ قالت: (ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام) فقلت: أتشتهين طعاما؟ فقالت: (وما جعلناهم جسد لا يأكلون الطعام) فأطعمتها، ثم قلت: هرولي وتعجلي، قالت: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، فقلت: أردفك، فقالت: (لو كان فيهما آلهة إلا ا لله لفسدتا، فنزلت فأركبتها، فقالت: (سبحان الذي سخر لنا هذا)، فلما أدركنا القافلة قلت لها: ألك أحد فيها؟ قالت: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) (وما محمد إلا رسول) (يا يحيى خذ الكتاب) (يا موسى اني أنا الله) فصحت بهذه الأسماء فإذا بأربعة شباب متوجهين نحوها، فقلت: من هؤلاء منك؟
قالت: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، فلما أتوها فقالت: (يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين)، فكافوني بأشياء فقالت: (والله يضاعف لمن
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست