الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
الناكثة، والقاسطة، والمارقة، وحلاهم وسماهم رجلا رجلا، وتجاهد من أمتي كل من خالف القرآن وسنتي، ممن يعمل في الدين بالرأي، ولا رأي في الدين إنما هو أمر الرب ونهيه، فقلت: يا رسول الله فأرشدني إلى الفلح عند الخصومة يوم القيامة، فقال: نعم. إذا كان ذلك كذلك فاقتصر على الهدى، إذا قومك عطفوا الهدى على الهوى، وعطفوا القرآن على الرأي، فتأولوه برأيهم بتتبع الحجج من القرآن لمشتهيات الأشياء الطارية عند الطمأنينة إلى الدنيا، فاعطف أنت الرأي على القرآن، وإذا قومك حرفوا الكلمة عند مواضعه عند الأهوال الساهية، والأمراء الطامحة، والقادة الناكثة، والفرقة القاسطة، والأخرى المارقة أهل الإفك المردي والهوى المطغي، والشبهة الخالفة، فلا تنكلن عن فضل العاقبة، فإن العاقبة للمتقين.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت: " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين الخ (1) " قال النبي صلى الله عليه وآله: لأجاهدن العمالقة، يعني الكفار والمنافقين فأتاه جبرئيل فقال: أنت أو علي عليه السلام.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري: (2) قال: إني كنت لأدناهم من رسول

(1) التوبة - 73.
(2) جابر بن عبد الله من أصحاب رسول الله " ص " شهد بدرا وأدرك الإمام محمد الباقر عليه السلام، وبلغه سلام رسول الله " ص "، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وممن انقطع لأهل البيت.
روي عن أبي عبد الله " ع " أنه قال: إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله " ص "، وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله " ص " وهو معتم بعمامة سوداء، وكان ينادي يا باقر العلم، يا باقر العلم وكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر فكان يقول لا والله لا أهجر ولكني سمعت رسول الله " ص " يقول: " إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا " فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
رجال العلامة ص 34 رجال الكشي ص 42 - 45
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست