قال فأنشدك بالله أنت الذي جعلك رسول الله صلى الله عليه وآله على كتفه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شئت أن أنال أفق السماء لنلتها أم أنا (1)؟ قال بل أنت
(1) في ج 2 من الرياض النضرة ص 265 - 266 عن علي قال:
انطلقت أنا والنبي " ص " حتى أتينا للكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلس وصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل، وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وقال: اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه، قال: فنهض. قال فتخيل إلي أن لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفراء ونحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه. قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس.
أخرجه أحمد. وصاحب الصفوة. وأخرجه الحاكمي وقال: - بعد قوله: فصعدت على الكعبة - فقال لي: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عالجه فلم أزال أعالجه حتى استمكنت منه. فقال:
اقذفه فقذفته. ثم ذكر باقي الحديث وزاد فما صعد حتى الساعة. انتهى.
وإلى هذه المكرمة الجليلة يشير الإمام الشافعي بقوله:
قيل لي قل في علي مدحا * ذكره يخمد نارا موصدة قلت لا أقدم في مدح أمره * ضل ذو اللب إلى أن عبده والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده وضع الله بظهري يده * فأحس القلب مما برده وعلي واضع إقدامه * في محل وضع الله يده